Tahran Tutsağı

Suha Shami d. 1450 AH
174

Tahran Tutsağı

سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية

Türler

كان والداي يقيمان في ساحة صغيرة، ولو أن صاروخا ضرب الشارع وأمي في المنزل، فلست أفهم كيف لم يصبها أذى. - «أين هوى الصاروخ تحديدا؟» - «على أول منزل عند الناصية.»

هذا يعني أنه سقط على بعد أربعة منازل. كيف لم يصبها أذى؟ «لقد اختفى المنزل تماما، والآن لا يوجد مكانه سوى فجوة مظلمة كبيرة كأن المنزل لم يوجد قط. لم أكن أعرف تلك العائلة. كل ما أعرفه أنهم هادئون وفي مثل عمرنا تقريبا. كان الرجل في العمل وقتها، وقتلت زوجته وحفيده واثنان من المارة في سيارتهما، وأصيب بعض الجيران أيضا، ولكنها ليست إصابات خطيرة، فلم يكن هناك الكثيرون في المنازل المجاورة، بل كان معظمهم إما في العمل أو ذهبوا للتسوق.»

حاولت أن أتخيل المشهد الذي وصفته أمي، لكنني لم أستطع.

تابعت أمي: «عاد الرجل إلى المنزل، فوجد أسرته قد رحلت، ولا يوجد سوى فجوة. انطلقت صافرة الإنذار قبل سقوط الصاروخ بدقيقتين. كنت في المطبخ أتبادل الحديث مع خالتك نيجار عبر الهاتف، فقالت لي: «إنها صافرة الإنذار، أغلقي السماعة وابحثي عن مكان آمن.» فدسست نفسي بين الثلاجة والخزانة، وحدث الانفجار. كان صوته مدويا، حتى إنني تخيلت أني قد انفجرت. بعدها هدأ كل شيء حتى ظننت أني قد أصبت بالصمم، فخرجت لأجد الزجاج متناثرا في كل مكان وقد تحول بعضه إلى غبار مفتت، ورشقت القطع الكبرى في الحوائط كالسهام. ظل المنزل في مكانه، ولكنه تحول إلى خراب. لقد وجدت أجزاء من باب خزانتك في الساحة الأمامية.» •••

وضعت الحرب أوزارها أخيرا في أغسطس من عام 1988 عندما كنت حبلى في الشهر الرابع، فقد التزمت الحكومة الإيرانية بقرار مجلس الأمن، وأعلن وقف إطلاق النار بين إيران والعراق. لم ينتصر أحد في تلك الحرب، بل أزهقت فيها أرواح أكثر من مليون شخص.

ومن منتصف الثمانينيات إلى أواخرها، جمعت منظمة «مجاهدي خلق» نحو سبعة آلاف من أعضائها في العراق للانضمام إلى الجيش العراقي من أجل إضعاف الحكومة الإيرانية. لم أستطع أن أفهم كيف يمكن للمجاهدين أن يؤيدوا رجلا مثل صدام الذي سفك دماء الكثير من الإيرانيين. وعقب وقف إطلاق النار هاجم مجاهدو العراق إمارة كرمانشاه غربي إيران، معتقدين أن بإمكانهم حشد التأييد اللازم لإسقاط النظام الإسلامي، لكن الحرس الثوري تمكن من تحقيق انتصار سهل عليهم، فقتل الكثيرون منهم وانسحب الباقون إلى العراق، وبعدها أعدم المئات من سجناء «إيفين» بتهمة التعاطف مع المجاهدين. •••

شعرت بالغثيان الشديد في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وظللت أتقيأ كثيرا، لكنني شعرت بالتحسن مع بداية الشهر الرابع. أخذ الجنين ينمو، وسرعان ما بدأت أشعر بحركته داخلي، وبكيت فرحا بتلك التجربة، لأنني أدركت أنني أحببته أكثر مما تخيلت. كنت أتمنى أن أنجب لأندريه طفلا موفور الصحة.

عرضت علي أمي أن تأتي لتقيم معي بضعة أيام بعد الولادة. كان فراش الطفل جاهزا وملابسه الصغيرة مطوية بعناية في الخزانة.

ذهبت إلى المستشفى كي أجري فحصا بالموجات فوق الصوتية في نهاية الشهر الثامن من الحمل. كانت «زاهدان» مدينة صغيرة، وتصادف وجود طبيب أمراض النساء الذي كنت أتردد عليه بالمستشفى وقتها. اكتشفنا أن رأس الجنين كبيرة للغاية، وأكد الطبيب أن الجنين مصاب بموه الرأس، وهي حالة خطيرة تتجمع فيها المياه في جمجمة الجنين، أما طبيب الأشعة الذي أجرى الفحص بالموجات فوق الصوتية فأكد أن الحجم الكبير للرأس ليس كافيا لتشخيص الإصابة بموه الرأس، وأن هناك أعراضا أخرى لا بد من توافرها. رقدت على الفراش أستمع إلى الطبيبين وهما يتجادلان بشأن جنيني.

قال طبيب أمراض النساء: «علينا أن نحدث ثقبا في الرأس، ثم نخرج الطفل، فالأمر لا يستدعي إجراء عملية قيصرية.»

Bilinmeyen sayfa