Tahran Tutsağı
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Türler
جذبتها فانهارت بين ذراعي. ساعدتها على الجلوس على الأرض، فأخذ علي المقعد المتحرك وخرج من الزنزانة.
همست مينا: «ليلى ماتت.» - «ماذا؟» - «ليلى ماتت.» - «من ليلى؟» - «ليلى ماتت.»
وبينما أبسط بطانية على الأرض لتنام عليها، رأيت قدميها، فشهقت فزعا؛ كانتا متورمتين أكثر مما كانت عليه قدماي. - «سوف أنزع عنك الخف برفق شديد.»
بدا جلد قدميها كأنه بالون منتفخ، لكني تمكنت من انتزاع الخف بسهولة.
صببت بعض المياه في كوب بلاستيكي ورفعته إلى شفتيها الجافتين المتشققتين، فارتشفت منه بضع رشفات. - «تناولي المزيد.»
هزت رأسها نفيا، فساعدتها كي ترقد وخلعت عنها الشادور والوشاح. كانت ترتجف، فبسطت بطانيتين أخريين فوقها، وسرعان ما استغرقت في النوم، فجلست بجوارها أتأملها. كانت طويلة نحيلة، شعرها البني المجعد أشعث متسخ من تغطيته بالحجاب فترة طويلة منذ القبض عليها. فكرت في قدميها المنتفختين، فبدأت قدماي تؤلمانني. لم يكن الألم الذي تعرضت له في أيامي الأولى في «إيفين» ذكرى فقط، بل حاضرا يحيا داخلي.
وبعد نحو أربع ساعات بدأت مينا تتأوه، فأمسكت كوبا من المياه وساعدتها على الجلوس. - «اسمعيني جيدا. أعلم بما تشعرين به، وأن كل شيء يؤلمك الآن، لكني أعلم أيضا أنك ستصبحين في حال أفضل إذا شربت هذه المياه. لا تستسلمي.»
ارتشفت بضع رشفات وعيناها مثبتتان علي، ثم سألتني: «من أنت؟» - «أنا سجينة مثلك، واسمي مارينا.» - «ظننت أني قد مت وأنك ملاك.»
ضحكت وقلت: «أؤكد لك أنني لست ملاكا، وأنك ما زلت على قيد الحياة. لدي بعض الخبز والتمر. يجب أن تتناولي الطعام، فجسمك بحاجة إلى القوة كي تستعيدي عافيتك.»
تناولت بضع تمرات والقليل من الخبز، ثم قرع أحدهم باب الزنزانة فور أن رقدت مرة أخرى، وسمعت صوت علي من خلف الباب يقول: «مارينا، ارتدي الشادور واخرجي.» اصطحبني إلى زنزانة أخرى حيث تناولنا بعض الخبز والجبن اللذين أحضرهما معه، ولم يسألني عن مينا. - «ألا تريد أن تعلم ما حدث مع مينا؟» - «الحقيقة أني لا أريد أن أعرف شيئا الآن، بل أود أن أريح ذهني تماما وأخلد إلى النوم.» ***
Bilinmeyen sayfa