Tahran Tutsağı
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Türler
لما لم يكن هناك خير حولي، فربما كان علي أن أبادر أنا بفعل الخير.
سألته: «علي، أين سارة فرحاني؟» - «كانت في مستشفى السجن منذ فترة طويلة، لكنه ليس نفس المستشفى الذي كنت فيه، فهناك مستشفى آخر للسجناء الذين يعانون مشاكل نفسية، وهي الآن في زنزانة بمبنى «209».» - «إنها بحاجة للذهاب إلى المنزل، فقد لاقت ما يكفي حتى الآن، وهي لم تفعل شيئا سوى أنها تكلمت أكثر من اللازم. إنها لن تبقى على قيد الحياة في «إيفين».» - «حامد هو المسئول عن قضيتها الآن، وتعلمين كم هو صعب المراس. لا أظن أن سارة ستذهب إلى أي مكان آخر قريبا.» - «هل أعدم شقيقها سيرس بالفعل؟»
قال كأنه يقرر حقيقة عادية: «نعم، لقد كان عضوا نشطا في جماعة «المجاهدين»، ورفض التعاون معنا على الإطلاق.» - «إذن فسياستك هي قتل كل من يقف في طريقك.» - «لو حانت لسيرس الفرصة، لأطلق النار علي.» - «كان بإمكانك أن تضعه في السجن بدلا من قتله.» - «لم يكن هذا قراري، ولا أود الحديث عنه.» - «هل يمكنني أن أرى سارة؟» - «سوف أصطحبك إلى زنزانتها ما إن نعود.»
كان علي أن أوجه له السؤال الذي ظل يشغل بالي منذ فترة، لم يسبق أن كان الوقت مناسبا لذلك، لكنه هكذا الآن. - «علي، هل قتلت أحدا من قبل؟ لا أعني في الجبهة، بل في «إيفين».»
نهض من الفراش وتوجه نحو المطبخ، فنهضت وتبعته. فتح الصنبور وملأ كوبا بالمياه، ثم ارتشف منه بضع رشفات. - «لقد فعلت، أليس كذلك؟» - «مارينا، لم لا تكفين عن الكلام في هذا الأمر؟» - «إنني أكرهك!»
شعرت بمدى وقع كلماتي، لكني لم أندم على قولها، فقد أردت إيذاءه. كان انتقاما يستحقه. لقد حاولت أن أتقبل موقفي وأن أتفهمه، لكني لم أستطع التظاهر بأني لا أعلم شيئا عن الفظائع التي ارتكبها.
وضع الكوب على المائدة ببطء وحدق إليه، وعندما رفع رأسه نحوي كانت تطل من عينيه نظرة فيها مزيج من الغضب والألم. تقدم نحوي، فتراجعت بضع خطوات للخلف حتى اصطدمت بإحدى الخزانات. حتى لو حاولت الهرب، فلن أستطيع الذهاب بعيدا. قبض على ذراعي بقوة حتى انغرست أصابعه في لحمي. - «أنت تؤذينني.» - «أنا أؤذيك؟» - «نعم، أنت تؤذينني منذ أن رأيتك أول مرة، وتؤذين الآخرين، وتؤذين نفسك أيضا.»
ثم حملني إلى غرفة النوم، وظللت أصرخ وأركل بلا جدوى. •••
وفي صباح اليوم التالي رفضت أن أنهض من الفراش. ناداني من المطبخ ثلاث مرات وقال إن الإفطار جاهز، لكني جذبت الغطاء على رأسي وظللت أبكي. أصدر الفراش صريرا، ففتحت عيني ورأيته عبر الملاءة القطنية الرقيقة يجلس بجواري على حافة الفراش ومرفقاه يستندان على ركبتيه ويداه معقودتان، لكني لم أتحرك.
مرت بضع دقائق قبل أن يقول: «مارينا.»
Bilinmeyen sayfa