Tahran Tutsağı
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Türler
في يوم زفافنا، في الثالث والعشرين من يوليو 1982، اصطحبني علي بعد صلاة الفجر من الزنزانة الانفرادية في مبنى «209»، حيث قضيت نحو شهر دون أي اتصال بالسجينات الأخريات. جافاني النوم الليلة الماضية، وكان الخوف منقذي؛ إذ شل تفكيري وأفقدني الشعور بأي شيء. جلست في أحد الأركان أحدق إلى النافذة الصغيرة المدعومة بالقضبان وأراقب خطوطها المعدنية الرمادية وهي تتقاطع مع السماء الزرقاء الواسعة في الخلفية لتقسمها إلى مستطيلات مستوية صغيرة. لطالما أحببت الصباح الباكر عندما يمحو الضوء تدريجيا ظلام الليل. لون أزرق داكن يتسلل إلى ظلمة السماء كالمطر الذي يسيل في الصحراء، غير أن هذا الجمال بدا من هنا زائفا.
قرع علي الباب قرعا خفيفا، فارتديت الشادور بيد مرتجفة ووقفت. دخل وهو ينظر في عيني مباشرة وأغلق الباب خلفه، فنظرت للأرض.
اقترب مني أكثر، وقال: «لن تندمي على ذلك. هل نمت بالأمس؟» - «كلا.» - «ولا أنا أيضا. هل أنت مستعدة؟»
أومأت.
ذهبنا إلى منزل والديه صامتين، وفور أن وصلنا غادر علي ووالده المنزل. عانقتني والدته وقبلتني، وأصرت على أن تعد لي إفطارا شهيا. لم أكن أشعر بالجوع، ولكنها لم تقبل أيا من أعذاري. تبعتها إلى المطبخ، فطلبت مني الجلوس وأعدت لي طبقا من البيض المقلي. وعلى النقيض من مطبخ أمي كان مطبخها فسيحا مضيئا. أصدر القدر المعدني الكبير صوت أزيز قطع الصمت المزعج.
بعد دقيقتين قالت: «أراد أفراد العائلة والأصدقاء جميعا أن يحضروا حفل الزفاف. لدي ثلاث شقيقات وشقيقان، وكلهم رزقوا بالأبناء الذين تزوج معظمهم وأنجبوا أيضا، أما السيد موسوي فلديه ثلاثة أشقاء وشقيقة واحدة ولديهم أبناء أيضا، بالإضافة إلى العمات والخالات والأعمام والأخوال وأبنائهم وبناتهم وأصدقاء العائلة. جميعهم حزنوا عندما علموا أننا لن ندعو أحدا لحفل زفاف علي، لكننا أوضحنا لهم الأمر ومعظمهم تفهمه، وهم يرسلون إليك تحياتهم. عندما تصبحين أنت وعلي مستعدين لذلك سأدعوهم لمقابلتك.»
كانت تتحدث في تأن، وتوقفت عدة مرات تحاول انتقاء كلماتها بعناية.
وعاد الصمت المزعج يخيم على المكان ثانية، لا شيء غير صوت الملعقة الخشبية وهي تحتك بالمقلاة.
تنهدت والدة علي وتابعت وهي تقف أمام الموقد وتوليني ظهرها: «أعلم أنك خائفة. ما زلت أذكر يوم زفافي للسيد موسوي، كنت أصغر منك الآن، وكان زواجا تقليديا، فكنت أشعر بالذعر. أخبرني علي بأنك شجاعة، ومما سمعته ورأيته أعلم أنك كذلك، لكني أعلم أيضا أنك تشعرين اليوم بالخوف، ولديك كل الحق في ذلك، خاصة وأن عائلتك ليست بجوارك، ولكن تأكدي أن عليا طيب يشبه والده كثيرا.»
وعندما استدارت إلي كانت كل منا تبكي، فتقدمت نحوي وضمت رأسي إلى صدرها، وأخذت تداعب شعري. لم أشعر براحة كهذه منذ وفاة جدتي. جلسنا معا نتناول البيض، وأوضحت لي أنه من المعتاد أن تأخذ العروس حماما طويلا، وأخبرتني أيضا بأنها تتوقع وصول الماشطة - إحدى صديقاتها المقربات - في غضون ساعتين. لم أكن قد أخذت حماما منذ عدة شهور، بل كنت أكتفي بالاغتسال السريع. تذكرت الليلة التي لم يقدر لي أن أستحم فيها عندما ألقي القبض علي.
Bilinmeyen sayfa