Tahran Tutsağı
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Türler
قال أندريه: «صوتك جميل.»
أجبت ضاحكة: «كلا، كنت واقفة بجوار السيدة مسعودي، وهذا الصوت الجميل لها.»
سألته عن جذوره، فأخبرني أن والديه مجريان، لكنه هو وشقيقته ولدا في طهران. شقيقته في الحادية والعشرين من عمرها، وانتقلت منذ قريب إلى «بودابست» كي تلتحق بالجامعة، أما هو ففي الثانية والعشرين من عمره.
صدفة غريبة أن يكون مجريا، لكن عندما فكرت في الأمر قليلا أدركت أنه ليس غريبا إلى ذلك الحد، فالمسيحيون أقلية في إيران، حتى إننا جميعا نرتبط بعضنا مع بعض بصلة ما.
سألني أندريه: «هل تودين العزف على الأرغن؟» - «هل هو صعب؟» - «إطلاقا! سوف أعلمك.» - «حسنا، متى نبدأ؟» - «ما رأيك أن نبدأ الآن؟» •••
بالرغم من الأحداث المخيفة التي وقعت في مظاهرة ميدان «فردوسي»، فإنني حضرت العديد من الاحتجاجات الأخرى التي نظمتها جماعات سياسية مختلفة من الشيوعيين إلى المجاهدين. كان هذا أقل ما يمكنني فعله كي أظهر رفضي للحكومة وسياساتها، ولم أتفوه بكلمة عن ذلك الأمر لوالدي أو لأرام أو لأندريه. كادت كل المظاهرات تكون متشابهة، حيث يجتمع الشباب في شارع رئيسي حاملين اللافتات التي تدين الحكومة، ثم يبدأ الحشد في التحرك ويهتفون بالشعارات، وبعد لحظات يملأ الغاز المسيل للدموع المكان فيدمع العيون ويحرق الحلوق، ثم ينطلق صوت الرصاص إيذانا بوصول الحرس الثوري، ويفر الجميع هاربين بأقصى سرعة ممكنة، خافضين رءوسهم، مع ضرورة تجنب أي زي عسكري أخضر، والابتعاد عن الرجال الملتحين. من الخطأ محاولة الهرب عبر الشوارع الضيقة، فاحتمال التعرض للاعتقال أو الضرب فيها أكبر بكثير. كلما زاد عرض الشارع زادت فرصة النجاة. اضطررت عدة مرات إلى الاختباء خلف صناديق القمامة كريهة الرائحة أو صناديق الطعام الفاسد كي أهرب من الحرس، وفيما عدا المرة الأولى في ميدان «فردوسي»، لم أر أحدا يصاب بطلق ناري، لكن أحدهم كان يخبرني دائما أنه رأى بعض الأشخاص يتساقطون قتلى أو بعض الدماء التي تلطخ الرصيف. وفي كل مرة أعود إلى المنزل سالمة بعد المظاهرة يخفق قلبي من شدة الانفعال. لقد فعلتها مرة أخرى. ربما كنت محصنة ضد الرصاص والهراوات.
ذات ليلة وقبل أسبوعين من بدء الإجازة الصيفية زارتني جيتا، وكانت قد تخرجت من المدرسة الثانوية منذ عام وما زالت تنتظر إعادة فتح الجامعات بعد «الثورة الثقافية الإسلامية»، وأخبرتني أن إحدى صديقاتها وتدعى شهرزاد ترغب في رؤيتي. كانت شهرزاد طالبة جامعية تعرضت للاعتقال السياسي ثلاثة أعوام في زمن الشاه، وقد سمعت عن الإضراب الذي أطلقت شرارته في المدرسة، وتعرف أيضا أني قرأت بضعة كتب خاصة بجماعتها، بل إنها قرأت بعض المقالات التي نشرتها في صحيفة المدرسة. سألت جيتا لم تود شهرزاد رؤيتي؟ فأخبرتني أنها ترغب في انضمامي إلى الفدائيين، لكني أخبرت جيتا أني لا أريد الانضمام إليهم، فأنا أؤمن بالله وأتردد على الكنيسة بانتظام، وأفكاري تختلف عن أفكارهم.
سألتني جيتا: «هل تؤيدين الحكومة؟» - «كلا.» - «إما أن تكوني معهم أو ضدهم.» - «حتى لو كنت ضد الحكومة فهذا لا يجعل مني شيوعية. إنني أحترمك وأحترم معتقداتك، لكني لا أريد أن أتورط في السياسة.» - «أعتقد أنك متورطة بالفعل، حتى وإن كنت تظنين غير ذلك. أعطيها فرصة فحسب، فهي لا تريد سوى الحديث إليك بضع دقائق. سوف نلحق بك في طريق العودة من المدرسة غدا.»
لم أرغب في الجدال مع جيتا، فوافقت على مقابلة شهرزاد. •••
ظهرت شهرزاد وجيتا بجواري فور أن خرجت من المدرسة في اليوم التالي، وقدمت جيتا إحدانا للأخرى ثم تركتنا في الحال متعللة بالذهاب إلى مكان ما. كانت شهرزاد تختلف عن أي فتاة عرفتها من قبل، فعيناها حزينتان للغاية، وتتلفت حولها في قلق طوال الوقت.
Bilinmeyen sayfa