قال مرحبا بأبيه: «إيزولو».
ثم عبر حيث تعيش أخته «أكيوك» بصفة مؤقتة.
قال «إيزولو» موجها حديثه إلى «وافو»: اذهب واستدع «إيدوجو».
عاد الاثنان، وجلسا فوق السرير الطيني، وراح «إيزولو» يقلب اليام مرة أخرى قبل أن يقول: ألم أخبرك شيئا من قبل عن تشويه صورة الآلهة؟
لكن «إيدوجو» لم يجب، وجلس في الجانب المظلم من الكوخ؛ حيث كانت النار التي يقلب فوقها اليام تنعكس على وجه أبيه.
ظل «إيزولو» ينظر حواليه، لكنه لم يستطع رؤية «إيدوجو»، فقال: «إيدوجو»، هل أنت هنا؟ - نعم .. إنني هنا. - سألتك عن تشويه صورة الآلهة .. ألم تسمعني أم أنني كنت أتحدث مع نفسي؟ - قلت لي أن أتجنب ذلك. - نعم .. قلت لك ذلك، وماذا إذن عن الحكاية التي سمعتها؟ - أية حكاية؟ - تشويهك ل «ألوسي» لأجل أحد رجال «أومواجو». - ومن الذي أخبرك؟ - من أخبرني؟! .. هل حدث هذا أم لا؟ هذا ما أريد معرفته. - أريد معرفة من أخبرك؛ لأنني أعتقد أنه لا يستطيع معرفة الفرق بين وجه الإله ووجه القناع. - أعرف .. يمكنك الذهاب يا بني، ولك إذا شئت أن تشوه كل آلهة «أوموارو»؛ فلن أسألك عن أي شيء بعد الآن، وإذا ما سألتك مرة ثانية فعليك بإلقاء اسمي في الوحل، أو القذف بي بين أنياب الكلاب. - إن ما فعلته لأجل أحد رجال «أومواجو» ليس ... - لا تتحدث معي، لقد انتهينا.
حاول «وافو» أن يغير سير الأحداث ولكن دون جدوى، فقرر أن يحاول مرة أخرى حين يهدأ والده ويتمالك أعصابه.
عندئذ دخلت أخته «أوبياجيلي»، وقامت بتحية «إيزولو»، ثم اتخذت لنفسها مكانا فوق السرير الطيني.
سألها «وافو»: هل انتهيت من إعداد الورق المر؟ - ألا تعرف أن تقوم أنت بإعداده أم أن أصابعك مكسورة؟
قال «إيزولو» وهو يقلب اليام فوق النار: كفى يا أولاد .. اصمتوا قليلا.
Bilinmeyen sayfa