مضى «أكيوبو» إلى داخل الكوخ بعد أن عبر السقف المنخفض، وكان جسده منحنيا عند الخصر ويده اليمنى فوق ركبته. ظل محتفظا بانحناءته وهو يصافح رئيس الكهنة، ثم ألقى بجلد الماعز على الأرض، وجلس فوق المقعد الطيني.
قال «إيزولو»: كيف حالكم؟ - إنهم بخير.
هكذا كانت إجابته دائما حين يسأله أحد عن عائلته.
ثم توجه بالسؤال إلى «إيزولو»: وماذا عنكم؟ - إن أحدا لم يمت. - هل جلد الرجل الأبيض «أوبيكا» بالسياط؟
رفع «إيزولو» باطن يديه إلى السماء ولم يقل شيئا.
فاستطرد «أكيوبو»: إنها إساءة كبيرة ل «أوبيكا». - لنتحدث يا صديقي في أشياء أخرى؛ فلقد استغرق ذلك الحدث مني وقتا طويلا في التفكير، كما أنه أصابني بالحمى، ولكن ذلك كله قد انتهى.
ثم قال ل «وافو»: اذهب وأخبر أمك أن تأتيني بجوزة الكولا. - سمعتها تقول هذا الصباح إن جوزات الكولا قد انتهت. - اذهب وأخبر «ماتيفي» إذن.
ابتسم «أكيوبو» وقال: لا يجب أن تقلق بشأن جوزة الكولا؛ فأنا لست غريبا.
قال «إيزولو»: لم يعلمني أحد أن جوزة الكولا طعام للغرباء، كما أنه يعد أحمق من يعامل أخاه أسوأ من معاملته للغريب. أعرف ما تخاف منه؛ فلقد سمعت أنك فقدت كل أسنانك.
كانت الطاسة الخشبية بجوانبها الأربعة مثل رأس السحلية، تناول منها «إيزولو» كومة من الصلصال الأبيض، وقذف بها على الأرض في اتجاه «أكيوبو»، الذي التقطها ورسم بها على الأرض أربعة خطوط رأسية، ثم رسم الإصبع الكبير لقدمه اليمنى، وأعاد الصلصال إلى «إيزولو»، الذي وضعه في الطاسة الخشبية مرة ثانية.
Bilinmeyen sayfa