التمس كابتن «وينتربوتوم» العذر ل «إيكيدي» .. إنه رجل من عشيرة أخرى، ويعتبرونه أجنبيا، ولكن كيف يغفر لرجل من نفس الدم.
كانت القسوة العنصرية تجعل أصحاب البلد الأصليين غير قادرين على فهم الرجل الأبيض كما يجب أن يفهموه.
عندما بدأ الكابتن «وينتربوتوم» في التحقيق كان من الصعب اتهام الملاحظ «إيكيدي»؛ فقد كان رجلا ذكيا، ولم يستطع الكابتن في ذلك الحين النيل منه، ولكنه كان واثقا من النيل منه في يوم ما وإصدار حكم عليه بالعقوبة ثمانية عشر شهرا.
كان «وينتربوتوم» متأكدا من أن الملاحظ «إيكيدي» لم يزل فاسدا ومرتشيا، بل إنه أصبح أكثر مهارة وذكاء عما قبل؛ فلقد جعل الناس تعامله كملك، حتى إنهم كانوا ينادونه «إيكيدي الأول» .. ملك «أوكبيري» .. حدث هذا بين قوم يكنون الكراهية للملوك. وهكذا كانت الإدارة البريطانية تصنع كثيرا من الملوك الوهميين.
واصل كابتن «وينتربوتوم» قراءة المذكرة .. هناك ما يستطيع عمله لإيقاف ذلك الانحراف .. لقد ضحى بفرصته في الترقية من أجل ضميره، حتى أصبحت كل دفعته من الضباط في قائمة الرؤساء، بينما لم يصل هو بعد إلى ضابط المقاطعة الرئيسي .. سيحاول البحث عن الكاهن، الشاهد الوحيد الذي سانده في أحقية إعطاء الأرض ل «أوكبيري» ونطق بالحقيقة .. ترى هل ما زال على قيد الحياة؟
تذكر كابتن «وينتربوتوم» أنه شاهده مرة ثانية أو مرتين أثناء جولاته الروتينية في «أوموارو» .. نعم، لكن ذلك كان منذ سنتين.
الفصل السادس
كان «إيزولو» أول من اعترف بخطورة ما ارتكبه ابنه إزاء الثعبان المقدس، ولم يكن يضايقه هذا التصرف من ابنه بقدر ما ضايقه الجيران والأقارب، وخاصة تلك الرسالة الوقحة التي جاءته من كاهن «إيديميلي»، التي كان لها أثر كبير في قراره بالتصدي لهم جميعا.
قال «إيزولو»: إن ما حدث شيء طيب؛ فها نحن قد استطعنا أن نعرف ما يفكر فيه أصدقاؤنا وجيراننا. إننا لا نستطيع رؤية أرداف الدجاجة دون أن تهب الريح.
أرسل في طلب زوجته وسألها: أين ابنك؟
Bilinmeyen sayfa