ثم جلس في الظلام حيث كان يجلس والده دائما، وما هي إلا لحظات قليلة حتى رأى قمرا صغيرا رفيعا، كان القمر رقيقا جدا وكئيبا، أمسك بالعصا وشرع في ضرب القمر، لكن يديه توقفتا من الخوف.
جاء ابن «وديكا» بالعشاء إلى «إيزولو» الذي لم يزل يستمع إلى أصوات الأطفال، وكالعادة تناول ابن «وديكا» كرة من الفوفو وغمسها في الحساء ثم ابتلعها .. تناول «إيزولو» طعامه بشهية، بالرغم من أنه لا يحب كثيرا حساء ال
egusi
لكنه كان مصنوعا بطريقة جيدة، كان السمك طازجا بداخله، وكان الفوفو مصنوعا بطريقة جميلة؛ فلا هو بالخفيف جدا أو الثقيل جدا، ولا شك أن المنيهوت كان مخففا بالموز الأخضر.
لم يكن «إيزولو» قد انتهى من تناول وجبته حين وصل ابنه وزوجته وصديقه، دخلوا بصحبة الرجل الذي يعتني بالمعتقلين في غرفة الحراسة، ففزع «إيزولو» من رؤيتهم، وحدثته نفسه بأن شيئا سيئا قد حدث بالمنزل، لكنه أبصر اليام الذي أحضروه معهم فاطمأن، وقال: لماذا لم تنتظروا حتى الصباح؟
أجاب «أكيوبو»: لم نكن نعرف بأنك ستعود في الصباح إلى البيت.
ضحك «إيزولو» قائلا: البيت! من يتحدث عن البيت؟! أنا لم أر الرجل الأبيض الذي أرسل في طلبي، قالوا بأنه على شفا الموت، وربما يريد كبير الكهنة ليقدم القرابين في جنازته.
قال «أكيوبو»: إن أرض «أوموارو» تمنع ذلك.
سأل «إيزولو»: وهل نحن الآن في «أوموارو»؟
وقال «إيدوجو»: إذا كان الرجل مريضا ولم يترك لك رسالة، فينبغي إذن أن تذهب إلى بيتك، وتعود مرة أخرى عندما يكون في حالة جيدة. - إنها ليست رحلة أقوم بها مرتين، لأني سأظل هنا حتى أرى أهم شخص وأقلهم شأنا. - هل تدري كم سيطول مرضه؟ ربما تكون هنا ... - سأنتظر حتى لو ظل مريضا إلى أن تنضج الفاكهة في طرف سعفة النخيل ... كيف حال الناس في البيت يا «أوجوي»؟
Bilinmeyen sayfa