125

قال «أنوسي» موافقا: حقا، تماما، لقد اعتاد أبي القول بأن الخوف من الإساءة يجعل الرجال يبتلعون السم؛ فعندما تدخلون بيت رجل سيئ ويقدم لكم جوزة الكولا، ولا تروقكم الطريقة التي قدمها بها، تفكرون في عدم تناولها، ولكنكم تخافون الإساءة إلى مضيفكم فتبتلعونها، وهكذا فأنا أوافق «أكيوبو».

ربما كان «وافو» أكثر المتأثرين بغياب «إيزولو»، وها هي أمه أيضا تذهب، لكن ذهاب «إيدوجو» كان له تأثير كبير في التخفيف من حدة تأثره .. انتهز «إيدوجو» فرصة غياب «إيزولو»، وأعلن غضبه لمحبة الرجل العجوز، ولكونه الابن الأول فقد كان يرى أحقيته في البقاء في كوخ أبيه انتظارا لحين عودته، مما جعل «وافو» - الذي نادرا ما يغادر الكوخ - يشعر بعداوة لأخيه غير الشقيق.

ورغم أن «وافو» هو الولد الصغير الوحيد فإنه يتسم بعقلية الشباب، وكان بمقدوره معرفة الشخص بمجرد النظر إليه .. أخبره «إيدوجو» بالأمس أن يذهب إلى كوخ أمه، فخرج «وافو» باكيا وكانت هي المرة الأولى في حياته التي يجد نفسه فيها منبوذا في كوخ أبيه.

ظل «وافو» طوال اليوم بعيدا عن الكوخ إلى أن عاد «أوبيكا»، ودخل كل الناس والجيران لسماع الأخبار، جلس جلسته المعتادة في تحد وجرأة، ولم يقل له «إيدوجو» أي شيء، وبدا أنه لم يشعر بوجوده.

بكت «أوبياجيلي» أخت «وافو» بعد ذهاب أمها مع الآخرين إلى «أوكبيري»، ولم ينجح «أودوش» في التخفيف عنها، رغم أنه وعدها بإحضار ال «أوشوكو» وال «أودالا» لها. وأخيرا هددها «أوبيكا» باستدعاء الروح المقنعة المخيفة التي تدعى «إيشيل»، فالتزمت «أبياجيلي» الصمت، وجلست في أحد الأركان تتنشق في هدوء.

اقترب الليل وبدأ «وافو» يفكر مرة ثانية ويقول: ماذا حدث للقمر الجديد؟ كان «إيزولو» يتوقع ظهوره قبل أن يرحل، فهل تبعه إلى «أوكبيري» أم أنه ينتظر عودته ؟ وإذا ما ظهر في «أوكبيري» فبأي ناقوس معدني سوف يستقبله «إيزولو»؟

تطلع «وافو» إلى ال

Ojene

2

المستندة على الحائط، وأضاف قائلا: من الأفضل أن ينتظر القمر عودته غدا.

Bilinmeyen sayfa