122

طبقا لتعليمات الكابتن «وينتربوتوم» باعتقال «إيزولو»، كي يتعلم كيفية أن يكون مهذبا مع الإدارة، رفض السيد «كلارك» رؤيته في اليوم التالي كما وعده المبعوث، كما رفض رؤيته أيضا لأربعة أيام.

في الصباح التالي كان «كلارك» و«واد» يقودان السيارة في طريقهما للمستشفى في «كيزا»، حين شاهدا مصادفة في جانب الطريق قربانا، كانا يشاهدان القرابين كثيرا على جانبي الطريق دون أن يتوقفا، لكن ذلك القربان أدهشهما بوفرته غير العادية، فأوقف «واد» السيارة، وتوجها صوب القربان الذي لم يكن مجرد فرخ الدجاج الأبيض العادي، وإنما زوج من الديوك الكبيرة، إلى جانب بقية الأشياء العادية، كسعف النخيل المائل للاصفرار، والمقطوع من قمة الشجرة وطاسة من الطين تحوي اثنتين من بذور الكولا، وقطعة من الطباشير الأبيض، لكن العملة الإنجليزية هي التي أثارت انتباههما فقال «واد»: حسنا، إنني أبدأ. - شيء غريب جدا، قربان بالغ في الإسراف، وإنني لأتعجب.

قال «واد» بهدوء: ربما يكون لأجل شفاء ممثل الملك.

ثم استطرد بجدية وكأن شيئا ما قد لدغه: لا أحب النظر إلى تلك الأشياء، ولا يهمني إذا ما استخدموا عملاتهم وورق المانيلا، لكن رأس جورج الخامس هي التي تهمني.

ضحك «كلارك» ضحكا مكتوما، ثم توقف في الحال، بينما تناول «واد» بيده اليسرى قطعة الفضة من الطاسة، وراح ينظفها بأوراق الشجر، ووضعها في جوربه الطويل ثم داخل جيبه. - يا إلهي، ماذا تظن أنك فاعل؟

أجاب «واد» ضاحكا: لا أريد أن يحمل ملك إنجلترا ال جوجو

Juju

1

متنكرا.

أصاب «كلارك» قلق كبير؛ فلقد كان يعد نفسه لاستئناف عبء الإدارة في حالة وفاة «وينتربوتوم»، وكان عليه عندئذ أن يدافع عن القوميين ضد الأفعال الحمقاء التي يمارسها الرجال البيض، مثل «واد»، كانتهاكه لحرمة القربان.

Bilinmeyen sayfa