٢٦ - ومن ذلك قولُهُم: (انحفظَ) و(انقرأَ) و(انكتبَ) . ففي ديباجةِ الانفعالِ (٨٠) للإمامِ الصغاني أنّ (انحفظ وانقرأ وانكتب) مستحدثٌ استحدثه المولّدون مما لا يُعتدُّ بوجودِهِ ولا يُعبأُ بكونِهِ.
٢٧ - ومن ذلك: (الجَبْهَةُ) و(الجَبينُ) لا يكادُ الناسُ يفرقونَ بينهما. والجَبْهَةُ مَسْجِدُ الرجلِ الذي يُصيبهُ نَدَبُ السجودِ، والجبينانِ يكتنفانها، من كلِّ جانبٍ جبينٌ. كذا في أدبِ الكاتبِ (٨١) . وصاحِبُ القاموس (٨٢) على التفرقةِ بينهما أيضًا. فقد قَطَعَ بأنَّ الجَبّهَةَ موضعُ السجودِ من الوجه أو مستوى ما بينَ الحاجبين إلى الناصية. وأنّ الجبينين حرفانِ مُكْتَنِفا الجَبْهَةِ من جانبيهما فيما بينَ الحاجبين مُصْعِدًا إلى قُصاصِ الشَعَر. إلى أنْ نَقَلَ قولًا آخرَ في تفسيرِ الجبينِ فقالَ: أو حُروفُ (٨٣) الجَبْهةِ ما بَيْنَ الصُّدْغَيْنِ مُتّصِلًا بحذاءِ (٨٤) الناصيةِ كُلُّهُ جبينٌ. انتهى. وفي عمدةِ الحفاظِ (٨٥) في تفسيرِ قولِهِ تعالى: " وتَلّهُ للجبينِ " (٨٦) أَنّهُ واحدُ الجبينين، وهما جانِبا الجبهةِ.
_________
(٨٠) الانفاعل ١ - ٢. والصغاني هو الحسن بن محمد بن الحسن، ت ٦٥٠ هـ، كما سلف. (معجم الأدباء ٩ / ١٨٩، النجوم الزاهرة ٧ / ٢٦، شذرات الذهب ٥ / ٢٥٠) .
(٨١) أدب الكاتب ٣٦. وينظر: تقويم اللسان ١١٠، خير الكلام في التقصي عن أغلاط العوام ٢٧.
(٨٢) القاموس ٤ / ٢٠٨ و٢٨٢.
(٨٣) من القاموس. وفي الأصل: حرف.
(٨٤) من القاموس. وفي الأصل: عدا.
(٨٥) (عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ): كتاب في غريب القرآن ما زال مخطوطًا، ومؤلفه أحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي، ت ٧٥٦ هـ.
(٨٦) الصافات ١٠٣.
1 / 36