قلنا: بل ذلك عمل بالسنن، وتطبيق لوصايا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم التي أجمعت على صحتها طوائف المسلمين، وخشينا إن رضينا بما فعل بفاطمة ودافعنا عن فاعله خشينا حينئذ أن نشاركهم فيما فعلوا ؛ لأنه من رضي عمل قوم أشرك في عملهم، فنستحق حينئذ الوعيد الغاضب في قوله تعالى: ?إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا?.
فقد استندنا فيما ذهبنا إليه إلى نصوص النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي لا شك في صحتها، وإلى نصوص القرآن، ولم نر بدا من العمل بذلك، أو الكفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم فرأينا العمل بذلك أولى بنا من الكفر، وإن سخط الغلاة في الصحابة.
وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: ?ولا تجادل عن الذين يختانون انفسهم إن الله لايحب من كان خوانا أثيما ولا تكن للخائنين خصيما?.
مع أنا لم نهمل النظر في النصوص التي جاءت في فضل الصحابة، ولم نر ما تطمئن إليه النفس، وسنذكر إن شاء الله فيما بعد بحثا في هذا الشأن.
Sayfa 2