Sahih al-Targhib wal-Tarhib
صحيح الترغيب والترهيب
Yayıncı
مكتبة المعارف للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م
Yayın Yeri
الرياض
Türler
وعلى هذا المعنى ألفت الكتب المعروفة عند طلاب العلم فضلًا عن العلماء مثل: "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي، و"تهذيب الكمال" للمزي، و"تهذيب التهذيب" للعسقلاني، وغيرها كثير.
فلو أن أولئك الثلاثة المحققين -زعموا- كان أصلهم من الأعاجم -مثلي! - وكانوا طلاب علم حقًا، لكان هذا وحده كافيًا لصرفهم عن الوقوع في مثل هذا الجهل الفاضح، ولكني قد تأكدت من تعليقاتهم أنهم ليسوا من طلاب العلم، ولا من الذين أتيح لهم الاستماع لهذا العلم، ولكني أشك أن يكون أصلهم عجمًا، أو أنهم عرب استعجموا!
نعم، هم ليسوا طلاب علم يقينًا، لأن الأعاجم من الطلاب يعلمون ما جهلوه هم، فمن منهم لا يعلم إجماع الأمة على أن تأخير الصلاة عن وقتها نسيانًا أو سهوًا ليس معصية، وقد صح أن الله تعالى استجاب دعاء الصحابة حين قالوا: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾؟! أما هؤلاء الجهلة الثلاثة فقد قالوا وتحت ما سموه "فقه الباب" (١/ ٤٤٦):
"وقد أفادت الأحاديث بمجموعها أن تأخير الصلاة عن وقتها ناسيًا أو ساهيًا معصية كبيرة .. "!
ولقد كذبوا -والله- فليس في الأحاديث ذكر للناسي مطلقًا، بل في الكثير منها خلافه وهو لفظ (متعمدًا)، ولكنهم لجهلهم بإجماع الأمة من جهة، ولقلة بضاعتهم بالفروع الفقهية من جهة أخرى سوّوا بين (الناسي) و(الساهي) المذموم في قوله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾، ولم يعلموا لبالغ غفلتهم أن المراد: بالساهين: المتعمدون إضاعة الصلاة عن وقتها عمدًا
1 / 18