67

Sahibi

الصاحبي في فقه اللغة

Yayıncı

محمد علي بيضون

Baskı Numarası

الطبعة الأولى ١٤١٨هـ

Yayın Yılı

١٩٩٧م

وجعلت الأول مبدوءًا بِهِ". وكان الأخفش يقول: "الفاء تأتي بمعنى الواو" وأنشد١: بسِقط اللَّوى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ وخالفه بعضهم فِي هَذَا فقال: لَيْسَ فِي جعل الشاعِر الفاء فِي معنى الواو فائدةٌ، ولا حاجة بِهِ إلى أن يجعل الفاءَ فِي موضع الواو ووزنُ الواو كوزن الفاء. قال: وأصل الفاء أن يكون الَّذِي قبلها علّةً لما بعدها. يقال: "قام زيد فقام الناس". وزعم الأخفش أن الفاء تُزاد، يقولون: "أخوك فَجَهدَ" يريد: أخوك جَهَد، واحتجَّ بقوله جلَّ ثناؤه: ﴿فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ﴾ ٢. وَكَانَ قُطْرُب يقول بِقَولِ الأخفش، يقول: إن الفاء مثلُ الواو فِي "بَيْنَ الدخول فَحَوْمَلِ" قال: ولولا أن الفاء بمعنى الواو لفسد المعنى، لأنه لا يريد أن يُصيِّره بَيْنَ الدَّخول أولًا ثُمَّ بَيْنَ حَوْمَل وهذا كثير فِي الشعر. وتكون الفاء جوابًا للشرط. تقول: "إن تَأتني فحسَنٌ جميل" ومنه قوله جلّ ثناؤه: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ﴾ ٣ دخلتِ الفاء لأنه جعل الكفر شريطة كَأَنَّه قال: ومن كفر فتعسًا لَهُ. وأمّا القاف: فلا أعلم لَهَا علّة إِلاَّ فِي جعلهم إيّاها عند التعريب مكان الهاء نحو "يَلْمَق". باب الكاف: تقع الكاف مخاطبة: للمذكر مفتوحة، وللمؤنث مكسورة. نحو: "لكَ" و"لكِ".

١ ديوان امرئ القيس: ٢٩، وصدره: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ٢ سورة الجن، الآية: ٢٣. ٣ سورة محمد، الآية: ٨.

1 / 72