Sahibi
الصاحبي في فقه اللغة
Yayıncı
محمد علي بيضون
Baskı Numarası
الطبعة الأولى ١٤١٨هـ
Yayın Yılı
١٩٩٧م
ومنه قولهم: "أرأيت" فهو مرّةً للاستفتاء والسؤال كقولك: "أرأيت إن صلى الإمام قاعدًا كيْفَ يُصَلّي مَن خلفه؟". ويَكون مرّةً للتنبيه ولا يقتضي مفعولًا، قال الله جلّ ثناؤه: ﴿أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى، أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾ ١. ومن الباب قوله: ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا﴾ ٢ فهذا مشترك محتمل أن يكون لله جلّ ثناؤه لأنه انفرد بخَلْقِهِ، ومحتمل أن يكون: خَلقتُه وحيدًا فريدًا من ماله وولَده.
باب ما يسميه بعض المحدّثين الاستطراد:
وذلك أن يشبّه شيء ثُمَّ يمرّ المتكلم فِي وصف المشبّه، كقول الشاعر حين شبّه ناقتَه فقال٣:
كَأَنِّي ورَحْلِيَ إذَا رُعْتُها ... عَلَى جَمْزَى جازِئٍ بالرِّمالِ
فشبّه ناقته بثور ومضى فِي وصف الثّور، ثُمَّ نقل الشبه إِلَى الحمار فقال٤:
أَوْ أصْحَمٍ حامٍ جراميزه ... خزابية حَيدَى بالدِّحالِ
ومر فِي صفة العَيْر إِلَى آخر كلمته. وَقَدْ قيل: فِي كتاب الله جلّ ثناؤه من هَذَا النظم قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ﴾ ٥ وَلَمْ يجر للذِّكر خبر، ثُمَّ قال: ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ، لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ ٦ وجواب: ﴿أَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ قوله جلّ ثناؤه: ﴿أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾ ٧.
١ سورة العلق، الآية: ١٣. ٢ سورة المدثر، الآية: ٧. ٣ شرح أشعار الهذليين: ٢/ ٤٩٨ لأمية بن أبي عائذ، وبلا نسبة في شرح المفصل: ٥/ ١٠٨. ويقال: جمار جمزى أي: سريع، وأراد ثورًا. ٤ شرح أشعار الهذليين: ٢/ ٤٩٩ لأمية بن أبي عائذ. وبلا عزو في العين: ٦/ ٢٠٣. وللهذلي في المقاييس: مادة "حيد" والأصحم من الصحمة: السواد إلى صفرة، وأراد الحمار، والحامي: الفحل من الإبل يضرب الضراب المعدود، ثم هو حام حمى ظهره فيترك الجراميز: قوائم الوحشي وجسده. الحزابية: الغليظ إلى القصر. وحمار حيدي: يحيد عن ظله نشاطًا. دحال: جمع دحل: وهو نقب ضيق فمه متسع أسفله. ٥ سورة فصلت، الآية: ٤١. ٦ سورة فصلت، الآية: ٤٢. ٧ سورة فصلت، الآية: ٤٤.
1 / 208