191

Sahibi

الصاحبي في فقه اللغة

Yayıncı

محمد علي بيضون

Baskı Numarası

الطبعة الأولى ١٤١٨هـ

Yayın Yılı

١٩٩٧م

باب نفي الشيء جملة من أجل عدم كمال صفته: قال الله جلّ وعزّ في صفة أهل النار: ﴿لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا﴾ ١ فنفى عنه الموتَ لأنه ليس بموت مُرِيح ونفى عنه الحياةَ لأنها ليست بحياة طيبة ولا نافعة. وهذا في كلام العرب كثير، قال أبو النَّجْم٢: يُلْقِينَ بالخَبارِ والأجارعِ ... كلَّ جَهيضٍ لَيِن الأكارع بلهاء لم تحفظ ولم تضيع ... ليسَ بِمِحْفوظ ولا بضائع وقال٣: وقد أجُوبُ البَلد الْبَرَاحا ... الْمَرْمَرِيسَ القَفْرةَ الصَحْصَاحا بالقوم لا مرْضَى ولا صِحاحا ومن هذا الباب أو قريبٌ منه قوله جلّ ثناؤه: ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ﴾ ٤، ومنه ﴿وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾ ٥ -فأثبت علمًا- ثم قال: ﴿وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ لما كان علمًا لم يعملوا به كانوا كأنهم لا يعلمون. ومن الباب قول مسكين٦: أعُمى إذا ما جارتي خرجَتْ ... حتى يواري جارتي السِّتْرُ وأصَمّ عما كان بينهما ... سمعي وما بالسمع من وقر

١ سورة طه، الآية: ٧٤. ٢ الخبار: ما لان من الأرض. الأجارع: جمع الجرعاء: الأرض ذات الحزونة تشاكل الرمل. الجهيض: الولد السقط. ٣ لسان العرب: مادة "معل" ونسبته إلى ابن العمياء، وبلا عزو في المخصص: ١٢/ ١١٧، وروايته: "البلد القراحا" و"النائي الصحصاحا"، وقوله: البلد القراح: أي البلد لا ماء بها ولا شجر. الصحصاح: ما استوى من الأرض. والمرمريس: الأرض لا تنبت شيئًا. القفرة. الخلاء من الأرض. ٤ سورة الأعراف، الآية: ١٧٩. ٥ سورة البقرة، الآية: ١٠٢. ٦ مسكين الدارمي، هو ربيعة بن عامر الدرامي، من شعراء العصر الأموي، مات سنة ٨٩هـ.

1 / 199