Seçkin Seçim Usulü Fıkıh
صفوة الاختيار في أصول الفقه
Türler
الكلام في صفة المفتي والمستفتي
فصل: في صفة المفتي التي يجب أن يكون عليها ليجوز له العمل
باجتهاد نفسه، وفتوى غيره، والحال التي يجب على غيره الرجوع إليه لكونه عليها.
اعلم أن المفتي يجب أن يكون من أهل الإجتهاد لأنه متى لم يكن مجتهدا لم يتمكن من الوصول إلى معرفة الأحكام من جهة الإجتهاد والإستدلال فلا يجوز له أن يفتي نفسه ولا غيره، ولا أن يحكم على غيره بما لا يعرفه.
فلا يكون من أهل الإجتهاد إلا إذا كان عارفا بالأدلة السمعية وأمكنه الإستدلال بها ولن يمكنه الإستدلال بها على الوجه الصحيح حتى يكون عارفا بالله سبحانه وتعالى وبصفاته التي يجب إثباتها له ونفي الصفات التي يجب نفيها منه.
ويكون عالما بأفعاله وأحكام أفعاله، وما يجوز عليه، وما لا يجوز، وما يجوز أن يريده وما لا يجوز أن يريده، ولهذا يصح له العلم بحكمته سبحانه وعدله ليصح منه الإستدلال بقوله سبحانه على الأحكام.
ويكون عارفا بنبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصمته حتى يصح منه الإستدلال بكلامه صلى الله عليه وآله وسلم وأفعاله وما يتبعهما.
ويكون عارفا بعصمة الأمة والعترة عليهم السلام حتى يصح منه الإستدلال بإجماعهم فيما أجمعوا عليه من قول وفعل وتقرير.
ويجب أن يكون عارفا بطرف من الأخبار المروية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفصل بين ما يوجب العلم منها وبين ما لا يوجبه.
ويكون عارفا بشروط قبول الآحاد وما يجوز أن يعمل عليه منها وما لا يجوز عليه العمل.
ويكون عارفا بحقيقة الخطاب ومجازه وأقسامه وأحكامه جملة وتفصيلا، ويدخل تحت هذا الأوامر والنواهي، والخصوص والعموم، والمجمل والمبين، والناسخ والمنسوخ.
وبكيفية الإستدلال بالخطاب ليمكنه الإستدلال به على الأحكام، ويجب أن يكون عارفا بالقياس وشروطه وما يصح منه وما يفسد؛ ليمكنه معرفة الأحكام من جهة القياس والإجتهاد، وعارفا بكيفية الإجتهاد، والوجه الذي تلحق لأجله المسألة بباب الإجتهاد.
Sayfa 375