186

Safwat Casr

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Türler

ولد حضرة صاحب الترجمة ببندر المنصورة عاصمة مديرية الدقهلية في 25 أبريل سنة 1885 من أسرة عريقة في المجد، يرجع نسبه إلى السيد خضر عنان الذي حضر إلى مصر مع أولاده الأربعة في الفتح العربي، وأسسوا لهم مجدا في مصر والجزائر وتونس ومراكش حتى عرفوا في جميع هذه الأقطار بأولاد عنان، ولهم فيها زوايا وجوامع وتكايا وقفوا لأجلها معظم أملاكهم لتوزع على الأعمال الخيرية والدينية.

حضرة صاحب السعادة المفضال صالح باشا عنان وكيل وزارة الأشغال العمومية.

فدخل صاحب الترجمة المدارس الابتدائية والثانوية، فأبدى الكثير من ضروب النشاط والذكاء والمواظبة حتى أتم علومها المقررة، وحصل على شهادتها عام 1900م، ولما رأى نفسه تواقة إلى الاستزادة من بحر العلوم سافر إلى إنكلترا؛ لإتمام رغبته فالتحق بالجامعة الملكية في لندن وقد نال منها في شهر يوليو سنة 1907 شهادة الشرف في فن الهندسة الميكانية والعمرانية بدرجة فائقة، وتفوق على أقرانه من الأجانب الإنكليز، حيث كان الوحيد الذي حاز هذه الدرجة مما دعا إلى إعجاب الممتحنين بفرط ذكاء المصري وسرعة خاطره، وبعد عودته إلى مصر دخل في خدمة وزارة الأشغال العمومية بوظيفة مهندس بتفتيش ري القسم الثاني، بماهية قدرها عشرون جنيها شهريا ابتدأ من أول نوفمبر عام 1907م إلى وظيفة مساعد مدير أعمال، ومن ثم نقل إلى وزارة المالية في أول ديسمبر 1916م، وتدرج في وظائفها واضعا نصب عينيه نفس المنهج الذي اتخذه لنفسه شعارا، وهو الصدق والنزاهة والاستقامة إلى أن رقي إلى وظيفة مدير إدارة وذلك في أول شهر أبريل سنة 1920.

ولما انتدب وكيل المراقب للمستخدمين والمعاشات دخل عضوا في اللجنة المالية، وكان أول مصري دخل في اللجنة المذكورة، فدل على مقدرة نادرة وكفاءة عظيمة واستقلال في الرأي، ولما أنشئت وظائف السكرتاريين الماليين لوزارة الحكومة عين فيها كلها موظفون بريطانيون، ولم يبق منها إلا وظيفة سكرتير مالية لوزارة الزراعة، فبحثت وزارة المالية عن موظف مصري كفء لهذه الوظيفة، فوقع اختيارها على حضرته وعين فيها، ثم انتدب سكرتيرا ماليا لوزارة الحقانية، وذلك في أكتوبر سنة 1922.

ولما تبين لمعالي إسماعيل صدقي باشا وزير المالية وقتئذ ما عليه حضرة صاحب الترجمة من الكفاءة التامة في الأعمال المالية والإدارية أيضا، وما أظهره من الحزم والنشاط والجد أمر بتعيينه سكرتيرا ماليا لوزارة الحقانية، وذلك في أكتوبر سنة 1922م وقد دعت حالة العمل في وزارة المالية إلى إعادة إنشاء منصب مساعد وكيل المالية، فأسند إليه في 18 سبتمبر سنة 1923، ولما عين صاحب السعادة عبد الحميد مصطفى باشا وكيل المالية سابقا، مستشارا ملكيا في شهر نوفمبر سنة 1923 قام سعادة صاحب الترجمة بأعماله، وكاد يصدر المرسوم الملكي بتعيينه وكيلا لوزارة المالية.

وكانت خدمته مع سعادة وكيل المالية الحالي على أتم ولاء واتفاق، وحاز ثقته التامة ولم يترك الوزارة إلا وهما صديقان، ولما خلت وظيفة وكيل وزارة الأشغال عين حضرته فيها بتاريخ أول ديسمبر سنة 1924.

أما معاملته للموظفين وغير الموظفين ومحبة الموظفين له وانتصاره للحق، وإنصاف المظلوم فحدث عنه ولا حرج وقد اشتهر بعدم تحيزه لأي حزب من الأحزاب، فأجمع الكل على حبه؛ لأن مبدأه نصرة الحق أينما وجده وله من الأفكار النيرة والمشروعات الجليلة ما عاد على وزارة المالية وغيرها من المصالح بفوائد عظيمة.

ومن مشروعاته الخصوصية التي قام بها لنفسه إنشاء فابريقة كبرى لطحن الجبس بكفر العلوة بحلوان، وهي من أحدث الفابريقات الأوربية وأفخمها.

وبالإجمال فإن حضرته أتى من ضروب الإصلاحات في كل وظيفة تولاها ما يخلد لسعادته بمداد الشكر والثناء والإعجاب.

وسعادته له ولع بالألعاب الرياضية وبالأخص الصيد، حيث يدير أكبر جمعيات الصيد في القطر حتى حاز قصب السبق فيه، وما كدنا نأتي على وضع ترجمته حتى تفضل جلالة مولانا المليك المعظم، فأنعم عليه برتبة الباشوية جراء حسن خدماته وكفاءته.

Bilinmeyen sayfa