157

Safwat Casr

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Türler

هذه الكلمة كلمة الوفد المصري أمام المحكمة العسكرية قالوا فيها: إنك غير مختصة بمحاكمتنا، فإن كان هناك إجرام فموقفنا لا يكون أمام المحاكم الإنجليزية، بل أمام المحاكم المصرية، فإذا حكمتم علينا فليس لنا إلا أن نقبل حكم القوة باسمين.

فكان جزاء الأعضاء السبعة أن حكم عليهم بالإعدام على تهمة لا أساس لها ولا صحة. قال حفظه الله: أقرر ذلك بصفتي عضوا في الوفد المصري وبصفتي نقيبا للمحامين، وبصفتي شاهدا على أعمال الوفد.

ولما جاءوا لأعضاء الوفد المصري بمنطوق الحكم ليتلى عليهم في ثكنة قصر النيل، وإذا هو قاض بالإعدام صاحوا جميعا «فلتحيا مصر».

إلا أن اللورد اللنبي أنزل العقوبة من الإعدام إلى الأشغال الشاقة سبع سنوات، علاوة على خمسة آلاف جنيه مصري غرامة على كل واحد منهم.

وقد قادونا إلى سجن قره ميدان، وهو السجن الذي يسجن فيه القتلة والمجرمون واللصوص، ووضعونا فيه ونفذوا علينا نظام السجون. شعر اللورد اللنبي نفسه بأن هذا النظام ظلم وقاس، وأنه يجب أن يستبدل السجن بمكان آخر، إلا أن الوزارة الثروتية عارضت في ذلك الأمر.

قال: ولبثنا مدة في هذا السجن ولم نحزن في الواقع أثناء إقامتنا فيه، إلا لحادث واحد أثر في أفئدتنا كل التأثير وهو نقل الرئيس الجليل سعد باشا من سيشل إلى جبل طارق منفردا.

هذا وقد ظللنا في السجن إلى أن سقطت الوزارة الثروتية.

فكر أولوا الأمر حينئذ في الإفراج عن المعتقلين والمنفيين، وجاءنا هذا الخبر في ألماظة فخشينا أن يكون هذا الإفراج بثمن، وأن تدفع مصر هذا الثمن فأوصينا مخبرنا بأننا لا نقبل مطلقا أن يكون بطريقة المساومة، ولا نقبل مساومة ما في حريتنا فأبلغ هذا القول للوزارة «أي: وزارة يحيي إبراهيم باشا»، وفي النهاية عرض علينا أن نحصل على هذا الإفراج في مقابل مبلغ من المال، وأخيرا انتهى الأمر بأن علمت أم المصريين السيدة الفضلى صفية هانم زغلول «حرم الرئيس الجليل سعد باشا زغلول» أن الإفراج موقوف على مبلغ من المال، فلم يرضها أن نلبث دقيقة واحدة في السجن إن كان الأمر موقوفا على دفع المال، فأمرت بأن يدفع هذا المال فورا من جيبها الخاص حتى يفرج عن نواب الأمة أعضاء الوفد المصري، ولكن أعضاء الوفد المسجونين أبوا عليها هذا الدفع، حينئذ تقدم الكثيرون منكم، وصمموا على الدفع وتم فعلا وتم في أثره الإفراج عنا، وقد قال صاحب الترجمة أيضا:

ذلك أيها السادة هو تاريخ وجيز عن إقامتنا في ألماظة، أو إن شئتم تاريخ وجيز لإثم صغير من آثام ثروت باشا، وإذا أردنا أن نسرد الحوادث الثروتية لطال بنا المقام.

وقد أنحى حضرة الخطيب على مساوئ الوزارة الثروتية، التي كان يرأسها عبد الخالق ثروت باشا الذي كان عونا للإنجليز على مشاكسة الأمة المصرية عامة، ورئيس الوفد المصري وأعضائه خاصة.

Bilinmeyen sayfa