سعد زغلول باشا بعد خروجه من المستشفى.
وبعد أن أبل دولة الرئيس من مرضه وقصد الخروج من المستشفى إلى بيت الأمة، بعد أن مكث فيه ستة أيام بكر الشعب المصري الكريم إلى السرادق الكبير المقام في جوار بيت الأمة، وأتت الوفود من عظماء الأمة من النواب والشيوخ ورجال القضاء والنيابة، وتقدمت الوفود بين يدي الرئيس الجليل وخطب خطباؤها، وأنشد الشعر الجيد شعراؤها فكان لأقوالهم موقع استحسان عظيم من جانب دولته، وجميع الحاضرين ومن خير ما تفرد بالإجادة في البيان تلك الخريدة الشوقية، التي جادت بها قريحة حضرة صاحب السعادة أمير الشعراء أحمد بك شوقي، بل هي معجزة من معجزات شعره، تلتقي فيها الروعة والإبداع المرة بعد المرة في البيت تلو البيت، وهي كما يراها القارئ ديباجة صافية؛ لأنها من سريرته؛ ومعان علوية لأنها من خاطره وحكمة ملهمة؛ لأنها من شاعريته، قال حفظه الله:
نجا وتماثل ربانها
ودق البشائر ركبانها
وهلل في الجو قيدومها
وسير في الماء سكانها
1
تحول عنها الأذى وانثنى
عباب الخطوب وطوفانها
نجا (نوحها) من يد المعتدي
Bilinmeyen sayfa