فبلغ ذلك الحاكم فأرسل اليه أحد حراسه بعد أن عرفه أن رجلا بهذه الحلية والصورة يجلس في كنيسة بيت المقدس وقال له اذهب عنده وقل له ان الحاكم أرسلني اليك ويقول لا تحسبني أجهل أمرك ولكن كن آمنا فلن أقصدك بسوء وقد أمر الحاكم هذا بالإغارة على الكنيسة فهدمها وخربها وظلت خربة مدة من الزمان وبعد ذلك بعث القيصر اليه رسلا وقدم كثيرا من الهدايا والخدمات وطلب الصلح والشفاعة ليؤذن له بإصلاح الكنيسة فقبل الحاكم وأعيد تعميرها
وهذه الكنيسة فسيحة تسع ثمانية آلاف رجل وهي عظيمة الزخرف من الرخام الملون والنقوش والصور وهي مزدانة من الداخل بالديباج الرومي والصور وزينت بطلاء من الذهب وفي أماكن كثيرة منها صورة عيسى عليه السلام راكبا حمارا وصور الأنبياء الآخرين مثل إبراهيم وإسحق ويعقوب وأبنائهم عليهم السلام وهذه الصور مطلية بزيت السندروس وقد غطى سطح كل صورة بلوح من الزجاج الشفاف على قدها بحيث لا يحجب منها شيء وذلك حتى لا يصل الغبار اليها وينظف الخدم هذا الزجاج كل يوم وهناك عدا ذلك عدة مواضع أخرى كلها مزينة ولو وصفتها لطالت كتابتي وفي هذه الكنيسة لوحة مقسمة الى قسمين وعملا لوصف الجنة والنار فنصف يصف الجنة وأهلها ونصف يصف النار وأهلها ومن
Sayfa 75