قالت هازل: «لا، لا، لا بأس، إذا كان دادلي منشغلا جدا.»
قالت أنطوانيت: «كل الأمور معدة الآن ... سنذهب مبكرا بعض الشيء مما كان دادلي عازما. كنت أفكر في الذهاب في وقت لاحق هذا الصباح قبل الغذاء؛ لدي أمران يجب أن أتولاهما أولا.»
وهكذا، انطلقا في سيارة أنطوانيت، حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف. كانت الأمطار قد توقفت، وكانت السحب قد تحولت إلى اللون الأبيض، وكانت أشجار البلوط والزان تقطر مياه أمطار الليلة السابقة مع خفقان أوراقها الذهبية الشاحبة. كان الطريق يقع بين جدارين حجريين منخفضين. كان يقطع النهر الصغير الصافي المتدفق في ثبات.
قالت أنطوانيت: «تمتلك الآنسة دوبي منزلا جميلا ... بيتا صغيرا جميلا، يقع في أحد أركان المزرعة القديمة. عندما باعت المزرعة، احتفظت بأحد أركانها وأنشأت لنفسها بيتا صغيرا فوقه. استوطنت طيور الغدفان منزلها القديم الآخر.»
كانت هازل تمتلك صورة واضحة في ذهنها عن ذلك المنزل القديم الآخر. تستطيع أن ترى المطبخ الكبير مغطى بالجص، نوافذه بلا ستائر. ثلاجة اللحم، الموقد، الأريكة الملساء المصنوعة من شعر الخيول. كمية كبيرة من الدلاء، والأدوات، والبنادق، صنارات الصيد، صفائح الزيت، والمصابيح، والسلال. راديو يعمل بالبطارية. ستكون ثمة امرأة ضخمة، قوية البنية، ترتدي بنطالا، وتجلس في مقعد بلا ظهر، تزيت بندقية أو تقطع البطاطس أو تنظف سمكة. لا يوجد شيء لا تستطيع أن تقوم به بنفسها، هكذا كان جاك يقول، مناولا هذه الصورة إلى هازل. وضع نفسه في الصورة أيضا. كان قد جلس على درجات السلم خارج باب المطبخ، في الأيام المشمسة الضبابية كاليوم - فيما عدا أن الحشائش والأشجار كانت خضراء - وكان يقضي الوقت يلاعب الكلاب، أو يحاول إزالة الأوساخ من الحذاء الذي كان قد استعاره من مضيفته.
قالت لأنطوانيت: «اقترض جاك حذاء الآنسة دوبي ذات مرة ... كانت قدماها كبيرتين فيما يبدو. كانت تنتعل دوما أحذية الرجال. لا أدري ماذا حدث لحذائه. ربما كان لديه حذاء عالي الرقبة فقط. على أي حال، ارتدى حذاءها في حفل راقص وذهب قاصدا النهر، لا أعلم لم.» - كان ذلك لملاقاة فتاة بالطبع، ربما لملاقاة أنطوانيت - «ثم تبلل حذاؤه تماما وتغطى بالأوساخ. كان ثملا جدا إلى درجة أنه لم يخلع أيا من ملابسه عند ذهابه إلى الفراش، فقط ارتمى فوق غطاء الفراش. لم تتفوه الآنسة دوبي بأي شيء حيال ذلك. في الليلة التالية، عاد إلى المنزل متأخرا مرة أخرى وزحف إلى الفراش في الظلام، وصدمه في وجهه دلو ممتلئ بالمياه الباردة! كانت قد نصبت ترتيب الأوزان والحبال، بحيث عندما ترتخي زنبركات السرير تحت وطأة ثقله، ينقلب دلو الماء وينسكب الماء على هذا النحو في وجهه، حتى ينال ما يستحقه.»
قالت أنطوانيت: «لا بد أنها لم تعبأ بأن تقع في مشكلات كبرى.» ثم قالت إنهما ستتوقفان لتناول الغذاء. كانت هازل قد ظنت أن الغرض من مغادرتهما في الوقت الذي غادرتا فيه كان الانتهاء من الزيارة مبكرا؛ نظرا لأن أنطوانيت لا تمتلك وقتا كثيرا. أما الآن، فيما يبدو، كانتا حريصتين على ألا تصلا سريعا.
توقفتا عند حانة اسمها مشهور. كانت هازل قد قرأت عن مبارزة وقعت فيها. جرى ذكر هذه المبارزة في قصيدة قصصية قديمة. أما الآن، تبدو الحانة عادية، وكان يديرها رجل إنجليزي كان في منتصف عملية إعادة تجديد المكان. سخن السندويتشات التي طلباها في فرن ميكروويف.
قالت أنطوانيت: «لن أسمح لأي من هؤلاء بالنزول في إحدى الغرف ... إنهم يفسدون الطعام.»
بدأت تتحدث عن الآنسة دوبي وعن الفتاة التي كان عليها أن تتولاها. «لم تعد فتاة بالكاد الآن. اسمها جودي أرمسترونج. كانت واحدة من - ماذا تسمينهم - الأيتام. كانت تعمل لدى والدة دادلي. عملت لديها لفترة، ثم أوقعت نفسها في مشاكل. كانت النتيجة أنها أنجبت طفلا، على النحو الذي يحدث دوما. لم تستطع البقاء في المدينة بسهولة بعد ذلك؛ لذا كان من قبيل حسن الحظ أن الآنسة دوبي كانت في طريقها إلى البحث عن شخص لخدمتها. ذهبت جودي وطفلها إلى هناك، وبدا أن ذلك هو أفضل الترتيبات على الإطلاق.»
Bilinmeyen sayfa