قالت مارجوت: نعم. «هل أتحدث إلى زوجة رويل جولت؟»
نعم، قالت مارجوت، وسألها الصوت - كان صوت امرأة أو ربما صوت فتاة صغيرة، صوت مكتوم، ضاحك - إذا ما كانت تريد أن تعرف أين سيكون زوجها في عطلة نهاية الأسبوع التالية.
قالت مارجوت: «أخبريني أنت.» «لماذا لا تذهبين إلى منطقة أشجار الصنوبر الجورجية؟»
قالت مارجوت: «حسنا ... أين ذلك؟»
قال الصوت: «أوه، هذه منطقة معسكرات ... هذا مكان جميل حقا. ألا تعرفينه؟ يوجد في مدينة واساجا بيتش. ما عليك إلا أن تذهبي وتتأكدي بنفسك.»
كان ذلك على مسافة مائة ميل. أعدت مارجوت عدتها لتذهب يوم الأحد. كان عليها أن تبحث عن جليسة أطفال لديبي. لم تستطع أن تحضر جليستها المعتادة، لانا؛ لأنها كانت ستذهب إلى تورونتو في رحلة ترفيهية في عطلة نهاية الأسبوع مع أعضاء فرقة المدرسة الثانوية. استطاعت إحضار إحدى صديقات لانا التي لم تكن في الفرقة. كانت مسرورة أن الأمر جرى على هذا النحو؛ لأنها كانت تخشى أن تجد والدة لانا، دوروثي سلوتي، مع رويل. كانت دوروثي سلوتي القائمة على حسابات رويل. كانت مطلقة، وكانت معروفة جدا في والي بعلاقاتها المتعددة حتى إن الطلاب في المدرسة الثانوية كانوا ينادونها من سيارتهم، في الشارع: «دوروثي العاهرة، يا لك من امرأة ساخنة مثيرة!» في بعض الأحيان كان يجرى الإشارة إليها باسم دوروثي الفاسقة. كانت مارجوت تشعر بالأسف من أجل لانا. لهذا السبب كانت قد بدأت في الاستعانة بها للعناية بديبي. لم تكن لانا امرأة حسنة المظهر مثل أمها، وكانت خجولة ولم تكن جذابة تماما. كانت مارجوت تجلب لها هدية صغيرة في وقت الكريسماس.
في عصر يوم السبت، قادت مارجوت سيارتها إلى كنكاردين. كانت ستغيب عن المنزل لساعتين فقط؛ لذا تركت جو وصديقته يصطحبان ديبي إلى الشاطئ. في كنكاردين، استأجرت سيارة أخرى - شاحنة، مثلما صادف، سيارة قديمة جدا زرقاء كتلك التي يقودها الهيبز. اشترت أيضا بعض الملابس الرخيصة وباروكة باهظة الثمن نسبيا، تبدو مثل الشعر الحقيقي. تركت الأشياء في الشاحنة، وتركت الشاحنة في باحة انتظار خلف سوبر ماركت. في صباح يوم الأحد، قادت سيارتها إلى هذا المكان، وتركتها في الباحة، وولجت إلى الشاحنة، وغيرت ملابسها ووضعت الباروكة، وبعض المكياج الإضافي. ثم واصلت القيادة شمالا.
كان لون الباروكة بنيا فاتحا جميلا، مجعدة في الأعلى، وطويلة ومستقيمة من الخلف. كانت ملابسها تتألف من بنطال جينز ضيق، وردي اللون، وبلوزة مخططة باللونين الوردي والأبيض. كانت مارجوت آنذاك أقل بدانة، وإن لم تكن «نحيفة». أيضا، كانت ترتدي صندلا، وأقراطا متدلية، ونظارة شمس وردية، كبيرة. أدوات التنكر.
قالت مارجوت: «لم أترك أية وسيلة للتخفي إلا وقمت بها. رسمت عيني مثل كليوباترا. لا أظن أن أبنائي كانوا سيستطيعون التعرف علي. كان الخطأ الذي ارتكبته هو ذلك البنطال، كان ضيقا وسميكا أكثر مما ينبغي. أوشك البنطال والباروكة أن يقتلاني. فقد كان هذا اليوم حارا جدا. وجدت صعوبة في ركن الشاحنة في مكان الانتظار؛ نظرا لأنني لم أكن قد قدت سيارة مثل هذه من قبل. بخلاف ذلك، لم يكن ثمة أي مشكلة.»
قادت الشاحنة في الطريق السريع 21، بلووتر، وفتحت النافذة حتى تحصل على بعض النسيم من البحيرة، وكان شعرها الطويل يتطاير، وكان الراديو مفتوحا على محطة إذاعية لموسيقى الروك، حتى تكون في المزاج المناسب. مزاج من أجل ماذا؟ لم يكن لديها أدنى فكرة. دخنت سيجارة تلو الأخرى، محاولة الحفاظ على ثبات أعصابها. كان السائقون من الرجال الذين كانوا يقودون سياراتهم مرورا بها يطلقون نفير سياراتهم لها. بالطبع، كان الطريق السريع مزدحما، بالطبع كانت مدينة واساجا بيتش مليئة بالبشر، يوم أحد مشمس، حار مثل هذا، في يونيو. حول الشاطئ، كانت حركة المرور في غاية البطء، وكانت رائحة البطاطس المقلية وحفلات الشواء ساعة الظهيرة ضاغطة، مثل غطاء ثقيل. استغرق الأمر قليلا منها حتى تجد منطقة المعسكرات، لكنها أخيرا وجدتها، ودفعت رسوم قضاء اليوم، ودخلت بسيارتها إليها. قادت سيارتها حول مكان انتظار السيارة أكثر من مرة، محاولة العثور على سيارة رويل. لم ترها. ثم، خطر ببالها أن مكان انتظار السيارات مخصص فقط للزائرين في النهار. عثرت على مكان انتظار لسيارتها وركنتها.
Bilinmeyen sayfa