أيا رب كل الناس أبناء علة ... أما تعثر الدنيا لنا بصديق
وجوه بها من مضمر الغل شاهد ... ذوات أديم في النفاق صفيق
إذا اعترضوا دون اللقاء فإنهم ... قذى لعيون أو شجى لحلوق
وإن أظهروا برد الوداد وظله ... أسروا من الشحناء حر حريق
ألا ليتني حيث انتوت أفرخ القطا ... بأقصى محل في الفلاة سحيق
أخو وحدة قد آنستني كأنني ... بها نازل في معشري وفريقي
فذلك خير للفتى من ثوائه ... بمسبعة من صاحب ورفيق
وكان العسجدي يقول كثيرًا: الصداقة مرفوضة، والحفاظ معدوم، والوفاء اسم لا حقيقة له، والرعاية موقوفة على البذل، والكرم فقد مات، والله يحيي الموتى! استرسال الكلام في هذا النمط شفاء للصدر، وتخفيف من البرحاء، وانجياب للحرقة، واطراد للغيظ، وبرد للغليل، وتعليل للنفس،
1 / 37