وللهيجاء إنك ما فتاها
تقصد إنك فتاها، وما زائدة.
ومثل قول طرفة يدل على اعتقاده أن الحياة هي هذه الحياة ولا شيء وراءها، فليلتذ ما أمكن، وليس هذا من الإسلام في شيء. فكما صبغ الصوفية فيما بعد الفتوة - كما سيأتي - بصبغة دينية صبغت كل طائفة في الجاهلية الفتوة ببيئتهم ومزاجهم. وكأن الفتوة هي المثل الأعلى لكل فتى يرسمه حسب خيالاته.
وزهير لما كان عاقلا فصيحا رزينا جعل أهم صفات الفتى الفصاحة في اللسان والحكمة في الجنان فقال:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
ومن ذلك نرى أن مسكينا الدارمي رسم الفتى رسما آخر، فجعل من أهم ميزات الفتى حفظ السر إذ يقول:
وفتيان صدق لست مطلع بعضهم
على سر بعض غير أني جماعها
لكل امرئ شعب من القلب فارغ
Bilinmeyen sayfa