239

Saadü's-Suud

سعد السعود

Yayın Yılı

1363 AH

قال وا شوقاه إلى ذلك فقال له نوح من أنت قال فصاح جبرئيل صيحة واحدة تداعت الجبال فأجابته الملائكة بالتلبية وترجت الأرض وقالت لبيك لبيك يا رسول رب العالمين قال فبقي نوح مرعوبا فقال له جبرئيل انا صاحب أبيك آدم والرفيع إدريس والرحمن يقرئك السلام وقد اتيتك بالبشارة وهذا ثوب الصبر وثوب اليقين وثوب النصرة وثوب الرسالة والنبوة وقد امرك ان تتزوج بعمورة بنت ضمران بن خنوخ فإنها أول من تؤمن بك فمضى نوح يوم عاشورا إلى قومه وفي يده عصا بيضاء وكانت العصا تخبره بما يكذبه قومه وكان رؤسائهم سبعين الف جبار عند أصنامهم في يوم عيدهم فنادى لا إله إلا الله آدم المصطفى وإدريس الرفيع وإبراهيم الخليل وموسى الكليم وعيسى المسيح خلق من روح القدس ومحمد المصطفى آخر الأنبياء وهو شهيدي عليكم اني قد بلغت بالرسالة فارتجت الأصنام وخمدت النيران واخذهم الخوف وقال الجبارون من هذا فقال نوح انا عبد الله وابن عبده بعثني رسولا إليكم ورفع صوته بالبكاء وقال انا نوح النبي انى بكم نذير مبين قال وسمعت عمورة كلام نوح فآمنت به فعاتبها أبوها وقال ايؤثر فيك قول نوح في يوم واحد وأخاف ان يعرف الملك بك فيقتلك فقالت عمورة أبتي أين عقلك وفضلك وحلمك نوح رجل وحيد وضعيف يصيح بكم تلك الصيحة فيجرى عليكم ما يجرى فتوعدها فلم ينفع فأشار عليه أهل بيته بحبسها ومنعها الطعام فجلبها فبقيت في الحبس سنة وهم يسمعون كلامها فاخرجها بعد سنة فقد صار عليها نور عظيم وهي في أحسن حال فتعجبوا من حياتها بغير طعام فسألوها فقالت إنها استغاثت برب نوح وان نوحا كان يحضر عندها بما يحتاج إليه ثم ذكر تزويجه بها وما كانت من العبادة والزهادة وانها ولدت له سام بن نوح لأن الرواية في غير هذا الكتاب تضمنت إنه كان لنوح امرأتان اسم واحدة رابعا وهي الكافرة وهلكت وحمل نوح معه في السفينة امرأته المسلمة وقيل إن اسم المسلمة هيكل وقيل ما ذكره الطبري

Sayfa 239