Saadü's-Suud
سعد السعود
Yayın Yılı
1363 AH
أنبياء بني إسرائيل الذين بعثوا بعد موسى وهذا أقبح من قول من قال إن صاحب موسى كان الخضر واما مالا يشك فيه فإنه كان نبيا من أنبياء الله ورسولا من رسله لان الأنبياء لا يجوز ان يتعلموا العلم الا من ملك من ملائكة الله أو رسولا من رسله لان من لم يكن من الملائكة والرسل يجب عليهم اتباع الرسل والتعلم منهم ولا يجوز ان يحتاج الأنبياء إلى أن يتعلموا ممن يجب ان يتعلم منهم فهذا بين انه كان من رسل الله وأنبيائه ويدل على ذلك أيضا ان هذا العلم لابد لمن يعلمه بوحي الله عز ذكره إذا كان لم يخبر به نبي من أنبيائه والله تبارك وتعالى لا يوحى إلى أنبيائه ورسله فجميع ما ذكرناه يوجب ان يكون هذا العبد الذي ذكره الله نبيا لله ورسولا له هذا اخر كلام الجبائي بلفظه.
يقول علي بن موسى بن طاووس: اما قول الجبائي ان الذي اجتمع به موسى ما هو الخضر فإنه في انكاره كالمخالف للاجماع الذي تعتبر به وان خالف أحد فشاذ لا يلتفت إليه وربما وهي الجبائي في ذلك من قلة معرفته بهذه الأمور واما قول الجبائي ان الخضر بعد موسى فلو ذكرنا قول كل من قال بخلاف الجبائي بلغ إلى الأطناب ولكن نحكي حديث الزمخشري في تفسيره المسمى بالكشاف فهو عالم بعلوم كثيرة لا يخفى فضله عند ذوي الأنصاف فان الزمخشري حكى في تفسير سورة الكهف ان بني إسرائيل سألوا موسى أي الناس اعلم فقال انا فعتب الله حين لم يرد العلم إلى الله فأوحى الله إليه بل اعلم منك عبد لي عند مجمع البحرين وهو الخضر وكان الخضر في أيام أفريدون قبل موسى وكان على مقدمة ذي القرنين الأكبر وبقى إلى أيام موسى وذكر الزمخشري وجها اخر في سبب طلب موسى الخضر ان موسى قال الله تعالى إن كان في عبادك من هو اعلم منى فدلني عليه قال اعلم منك الخضر قال أين اطلبه قال على الساحل عند الصخرة أقول واما قول الجبائي ان الأنبياء لا يجوز ان يتعلموا من غير نبي واطلاق هذا القول فهو جهل منه وخلاف العقل أتراه يعتقد ان كل شئ كان يعرف
Sayfa 162