Saadet ve İnsani Hayatta İsaad
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
Yayın Yılı
1957 / 1958
Türler
فيما يجب على الملك أن يفعله في الغلط إذا وقع منه
قال سابور بن أردشير لابنه هرمز اعلم بأن أحدا لا يخلو عن هفوة ولا يسلم من زلة وإن كان بارعا فاضلا ومتيقظا حازما فإن زل لسانك عن خطأ أو مال رأيك إلى غير رشد فتدارك ذلك بسرعة الرجوع عنه ولا يمنعنك خشية الهجنة من التزام الحق في الرجوع إلى الصواب فإن ثباتك على الخطأ من بعد تبينه أعظم في الهجنة عليك وأشد في العار قال أرسطوطيلس للإسكندر إذا افتتحت أمرا على أنه صواب ثم تبيتت أنه خطأ فاجعل رجوعك عنه على تلبيس ما أمكنك ومن التلبيس أن تستتمه إذا لم يكن في استتمامه المضرة الشديدة ثم الواجب بعد ذلك أن تنقضه ولكن من بعد زمان
في كيفية السياسة على وجه آخر وفيه قوانين كلية كما يجب أن يأخذ به الملك نفسه لرعيته
قال أفلاطن من الواجب على الملك أن يوفي من عليه لهم من حق الحياطة والحماية والعدل والنصفة ثم يطالبهم بإيفائه ما عليهم له من حسن الطاعة والنصيحة قال أبو الحسن ويجب على الملك أن يطالب عماله بإيفاء ما عليهم للرعية إليهم وأن يأخذ رعية كل عامل بحسن الطاعة لرئيسه وبحسن النصيحة وقال أرسطوطيلس وينبغي أن يتفقد أمور رعيته تفقدا تاما والسبيل في ذلك أن ينصب أقواما يصلحون لذلك ويأمرهم بالتقاط أخبارهم صغيرها وكبيرها فإن للصغير حظا من التدبير ليس للكبير وقال أفلاطن وينبغي للملك أن يحقق وعده ووعيده فإن انسياق الناس إلى ما يسوقهم إليه ليس يقع بالوعد والوعيد لكن بتحقيق الوعد وبتحقيق الوعيد قال أبو الحسن ويجب أن يظهر ذلك ويشهره ليردع ما حل بالمسيء الرديء من الإساءة من الهم لينشط الجند على فعل الجميل والنافع وعلى الرغبة فيها وواجب عليه أن يتعرف أمور أعدائه وأعداء رعيته ليقابل كل مكيدة تكون منهم ومن إرادتهم بما يدفع به كيدهم ويرد به قصدهم وواجب عليه أن يصرف عنايته إلى عمارة وجوه المنافع المشتركة وإلى استدرار الأموال منها ثم يجب عليه أن يخرج ذلك فيما يعود بصلاح حالهم من عمارة القناطر والرباطات والأسوار والأودية والأنهار وفي تحصين الثغور والعورات وأشباه هذا ويجب أن يخرج من ذلك كفاية من قعدت به زمانة أو علة أو صغر سن أو ضعف كبر عن المكاسب إذا لم يكن له ذخيرة مال ويجب أن يقيم لكل مدينة حفظة وجندا وعمل الحفظة أن يحفظوا البلد من الآفات التي تتولد من أهله بالسرقة والنهب و قطع الطريق وسائر الجنايات وعمل الجند أن يحاموا عن البلد وعن أهله شر الأعداء وأضرارهم ويجب أن يقيم لجميع هؤلاء الكفاية من الأموال المشتركة وأقول مدار أمر السياسة على حفظ المستقيم على الإستقامة وصيانته من الآفة وعلى استصلاح الفاسد بإزالة الآفة ورده إلى الصحة وعلى التوقي من شر الأعداء ودفعها إذا وردت وأقول إن حفظ المستقيم على الإستقامة إنما يكون بصيانته عن جميع ما يزيله عن الإستقامة واستصلاح الفاسد إنما يكون برفع جميع الأسباب المولدة للعلة
باب في كيفية السياسة على وجه آخر وفيه بيان وجوه الحزم
أقول الحزم قاعدة السياسة ومبناه على التنبه للواقع بحسن التفقدوالتعهد وعلى استخراج ما لم يقع مما يجوز أن يقع باستقباله بالفكر فيه وبالتكهن من الواقع وبالتفرس والدرجة الثانية التثبت إلى أن يصحح ما قد بلغه ويستبين ما قد استخرجه والدرجة الثالثة الروية فيما يجب أن يعمل فيما بلغه واستخرجه وفي جميع ما يحتاج أن يعمله حتى يكون على مقدار ما ينبغي و بالمقدار الذي ينبغي وعلى الوجه الذي ينبغي وفي الوقت الذي ينبغي والدرجة الرابعة البدار إلى تنفيذ ما قد استبان وظهر وترك التأخير و من الحزم أن يعمل على الأشد فيما يحذر وعلى الأيسر والأخف فيما يؤمل وأن يصرف هزله إلى الجد وراحته إلى التعب وينبغي أن يعلم أن كثيرا من الأمور الضارة إذا لم يتقدم عليها باستعداد فوردت بغتة فجأة لا تمهل لاقتناء ما يتوقى به من شرها فتضر لذلك الضرر العظيم وربما أبادت وأتلفت
ذكر ما جاء عن الحكماء على معاني ما قلنا
سأل الإسكندر الملك حكيما أن يوصيه فقال اصرف عنايتك إلى التفقد حتى لا يذهب عليك شيء من أمرك واجعل عماد أمرك التثبت ولا تقدمن على أمر من الأمور إلا بعد الفكر فيما عليك منه ولك وإياك والتكهن بالأمر الصغير إذا كان محتملا للنماء وقال علي بن أبي طالب للأشتر إياك والإقدام من قبل التبين وإياك والتسويف من بعد التبين وقال بعض الحكماء أحزم الملوك من ملك هزله بجده وقهر هواه بلبه وأعرب عن ضميره بفعله ولم يختدعه رضاه عن خطأ نفسه ولا غضبه عن خطأ غيره وقال أرسطوطيلس كل الناس محتاج إلى التأني والتثبت والملك إليه أحوج لأن قوله ينفذ ويفعل كل ما يقول من غير تأخير ولا اعتراض وفي عهد ملك إلى ابنه استقبل الأمور بحسن الروية في أوائلها وبجميل الإستعداد لعواقبها وليكن أوثق شيء مما تدخره من أسلحتك وأفضل عددك صلح الرجال من أهل الفضل والبأس وقال أرسطوطيلس لا تؤخرن شغلا عن وقته طلبا للراحة فإن ذلك يسلبك الراحة ويزيدك مع ذلك الحسرة واعلم بأن الأمور إذا اجتمعت عليك دحتك وقال أفلاطن من أوجب الواجب على الملك أن يعرف الآفات الداخلة على الملوك قبله ليحترز منها وقال أفلاطن وينبغي أن يعلم السائس أن الفتن في المدن تكون أشد تمزجا من الأمواج في البحر فينبغي أن يكون حذرا من وقوعها وينبغي لذلك أن يتفقد أمر أهلها دائما وقال أفلاطن وليس ينبغي للملك أن يدع رياسات العامة تكثر وإذا كثرت قبحت أن يرفعها إلى رئيس واحد وقال أحق من ساء ظنك به من ساء بلاؤك عنده وأحق من حسن ظنك به من حسن بلاؤك عنده وقال أرسطوطيلس وينبغي للملك أن يسرع إلى الإصغاء وأن يبطئ إلى التصديق وقال أرسطوطيلس وينبغي للملك أن يحذر في كل شيء من أمره من الداني والقاصي والولي والعدو حتى في مطعمه ومشربه ولباسه ونومه وفي مستحمه وقال بعضهم الحزم هو حفظ ما كلفت وترك ما كفيت وقال ملك لابنه احذر أن يجوز عليك بغي باغ وسعاية ساع بالتدليس وذلك بأن يجعل لهما صورة النصيحة والشفقة وقال اتق نكبات الأيام وحسرات عواقب التفريط وقال أرسطوطيلس للإسكندر دار رعيتك مداراة من قد أنهكت عليه مملكته وتفقدهم جهدك تفقد من قد احتاج إلى مدافعتهم عنه وعامل أعداءك على أنهم في الدرجة العليا من القوة وإذا اجتمع الرأي والأنفة في الموضع الضيق فدع الأنفة للرأي وقال أفلاطن ينبغي للملك أن يستعمل الحذر عند الأمن والطمأنينة فإنه قل ما ينفع عند نزول البلية وقال معاوية ما بين أن يملك الملك رعيته أو تملكه إلا الحزم والتوافي
هذا من حقه أن يكتب بماء الذهب
قال سابور بن أردشير لابنه هرمز اعلم بأنه لن يمكنك القيام بما أوصيتك به إلا بكد عظيم ومضض شيديد وأنا أخشى أن تمل ذلك ولا سيما إذا لم تجد لنفسك موافقا وعلى أمرك معاضدا فخانك الأمين وغشك الناصح فإن عرض لك ذلك فانظر في الذي تمسك من عاقبة ما أنت صائر إليه فإنك إذا تأملت ذلك عرفت أن المضض والقلق مما أردت الهرب إليه أشد وأعظم مما أردت الهرب منه
Bilinmeyen sayfa