Saadet ve İnsani Hayatta İsaad
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
Yayın Yılı
1957 / 1958
Türler
تفصيل ما تلزم العقوبة فيه من الجنايات مما لا تلزم فيه العقوبة
قال أرسطوطيلس إن العقوبة لا تجب فيما لا يكون بإرادة وذلك مثل أن يأخذ آخذ بيده فيضرب بها غيره قال ووجه آخر مما لا يكون بإرادة وهو أن لا يعلم لمن يضرب أو بأي شيء يضرب أو أنه مال الفعل ذلك بأن يطعن وهو يظن أنه لم يطعن وجميع ما يفعل لمكان آفة عارضة من غضب أو سهوة أو سكر ففيه العقوبة لأنها إرادية وذلك أنه لم يذهب على فاعليها لمن يضرب أو بأي شيء يضرب ولا أي فعل يفعل قال وأصحاب النواميس لا يعذرون السكران لأنه سبب آفته وهذه الآفات أعني الغضب والشهوة والسكر يزيد عن الإختيار لا عن الإرادة فالذي يذهب عن هولاء معرفة المختار لا معرفة المراد قال وجهل الإنسان بما هو آمر ليس يكون علة لا إرادة لكن علة الرداءة ومن المحال أن يقال بأن هذه ليست بإرادته وأكثر أفعال الناس إنما تكون من غضب وشهوة قال وأيضا فمن المنكر أن يقال بأن غضبنا أو شهوتنا تخرجنا عن الإرادة وقد يجب في بعض الأشياء أن نغضب وفي بعضها أن نشتهي
الأفعال المختلطة من الإرادة ومن لا إرادة أيها تكون إرادية أو لا إرادية
قال أرسطوطيلس الإفعال المختلطة من الإرادة ومن لا إرادة بالإرادية أشبه وذلك أن هذه الأفعال وقت ما تفعل إرادية والبدء فيها إلى الفاعل وهذه مثل ما يفعل لخوف القتل أو من أجل ما لا يصبر على مثله ومثل طرح الأموال في البحر مخافة الغرق وهذه تشبه ما تكون بغير إرادة لأن فاعلها إنما يفعلها من أجل المخافة وربما لم يصلح أن يعذر إذا كانت الأشياء التي قد فعلت عظيمة ومن العسر أن يفصل أي الأشياء ينبغي أن يعذر وأيها لا ينبغي أن يعذر فإن التي تتخوف منها موذية والتي يحمل عليها قبيحة
في العلة التي من أجلها يحكم للجور بالعظم
قال أرسطوطيلس الجور إنما يكون عظيما بوجهين أحدهما عظم الضرر والآخر عظم الشر قال وعظم الشر يكون بوجوه أحدها أن يكون فيما تعظم حرمته مثل أن يسلب كسوة بيوت الله أو يفعل ما تخف منفعته ويعظم ضرره مثل النبش عن الموتى وأخذ أكفانهم أو يكون أول من فعل ذلك أو يكون قد فعل ذلك الفعل بعينه مرارا أو يكون إنما فعل ذلك من بعد العهود والأيمان أو يكون قد أساء إلى من أحسن إليه والظلم في غير المكتوب أعظم قال واللصوص وقطاع الطريق والمقامرون كفار وظلمة قال والظلمة وأهل الشر هم كفار أيضا
في الأسباب الباعثة على الجور
قال أرسطوطيلس الجائرون إنما يجورون حين يظنون أنه لا يمسهم الغرم والقصاص البتة أو يكون ما يلحقهم أقل من المنفعة ويقع لهم هذا الظن لعلل أحدها أن يكونوا مياسير أو ذي حماية أو سلطان أو إخوان أمثال هؤلاء أو من المتصلة بهم أو يقدروا حمايتهم لهم بالرشوة قال وقد يجور الإنسان لا لينفع نفسه لكن ليلحق المضرة بمن يقعل به وتكون ذلك إما لسوء ناله منه أو لسوء نال إخوانه منه أو من جهته أو يظن أنه ليس يجور إن كان من يفعل به قد يفعل بالناس مثله
في الأسباب الدالة على الجور
قال أرسطوطيلس الجائر كثيرا ما يجور على من تغلب عليه الحياء وكثيرا ما يجور على من يحتمل الظلم وربما جاروا على من يعرف بالتحرض وطلب الشر وعلى الذين تشناهم القضاة والحكام وعلى الذين يشناهم أصدقاء القضاة والحكام قال وقد يجور من يظن أنه لا ينتصف منه لأنه يخفى أمره ومن هذا الضرب يكون جور الضعيف ومن لا مقدرة له على القوى لأنه يطمع في أن يخفى أمره من قبل أنه لا يظن به ذلك
Bilinmeyen sayfa