قال
أخي إنه لن يشرب الليلة لأنه سيعمل في الصباح. وقالت زوجته: كيف يعمل المرء في أول العام الجديد؟! أفرغت كأسها كلها وقامت تحضر واحدا آخر. وقالت
سعاد
إن زوجة أخي فظيعة. غادرت مقعدي وعبرت الصالة حيث كانت
إنصاف
تجلس بمفردها بجفون منتفخة وشعر غير مرتب يملؤه البياض. قالت إنها تتمنى لي عاما سعيدا. وتأملت الحاضرين، ثم قالت: هو وحده الذي ينقصنا. وقالت: لا بد أن نبني له قبرا. كيف نتركه هكذا في قطعة أرض لا تحمل حتى اسمه؟ لماذا يحرمونه حتى من اسمه؟ ألا يكفي أنهم قتلوه بعد تعذيبه؟ كانت عيناها الآن حمراوين. قلت: لقد نسينا أن نزور قبره في ذكرى وفاته. قالت: ذهبت أنا بمفردي. لم يعد أحد يذكره الآن، والذين لم يكونوا شيئا أصبحوا كل شيء. وهو أحسنهم وأشجعهم. تأملت رجلا أنيقا في الخامسة والأربعين ذا وجه محتقن متعب قام يملأ كأسا كبيرة بالخمر. سألتها إذا كانت تريد شيئا من الشراب فقالت: لا. قلت: سأشرب أنا. تقدمت من الطاولة التي صفت عليها عدة زجاجات من النبيذ والبراندي الرخيص، تحيط بزجاجتين من الويسكي جاء بهما أحد الحاضرين، مع زجاجة ثالثة أخفتها زوجة أخي. التقت عيناي بعيني
صادق
وكان منهمكا في الحديث إلى فتاة أجنبية جاءت معه. لم تكن ترفع عينيها عنه أو يكف جسدها عن الحركة. أما هو فلم يكن يرفع يده عن بين ساقيه. أشار لي رمزي من بعيد أن أحضر له كأسا فحملت له واحدة. وعبرت الصالة عائدا فرأيت زوجة أخي ترحب بعجوز ملأت وجهها بالأصباغ. قالت لي زوجة أخي إن العجوز كلمتها في التليفون وقالت إنها تريد أن تأتي لأن ابنها خرج مع زوجته، ولو ظلت هذه الليلة بمفردها ستبكي. اتجهت العجوز إلى ركن وحملت إليها كأسا. عدت إلى
إنصاف
فوجدتها تتحدث مع زوجة
Bilinmeyen sayfa