148

Sabb Khumul

صب الخمول على من وصل أذاه إلى الصالحين من أولياء الله

Yayıncı

دار النوادر

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Yayın Yeri

سوريا

Türler

هلالُ بن محمدٍ: أنا عليُّ بن محمدٍ: ثنا محمدُ بن عيسى: حدثني محمدُ بن عبد الرحمن، عمَّنْ حدثه: أنهم كانوا بالبصرة، في سنة قحط وغلاء، واحتبس القطر، فخرجوا يستسقون، وخرجت اليهود والنصارى، فاعتزلت اليهود ومعهم التوراة، والنصارى ومعهم الإنجيل، والمسلمون ومعهم القرآن، كلهم يدعون، وانصرفوا ولم يُسْقَوْا. فبينا أنا أمشي في طريق المزن، نظرت إذا بين يديَّ فتى عليه أطمارٌ رثةٌ، ثقيلة البؤس، فهو يمشي وأنا خلفه حتى خرج إلى الجَبَّان، فدخل بعضَ تلك المساجد التي بالقرب من المقابر، ودخلتُ خلفه، تحولُ بيني وبينه أركانُ المسجد، فصلى ركعتين، ثم رفع يديه يدعو، وقال في دعائه: يا ربِّ! استغاث بك عبادُك، فلم تَسقهم، يا ربِّ! الآنَ شَمِتَ بنا اليهودُ والنصارى، أقسمتُ عليه يا ربِّ إلا سقيتنا الساعةَ، ولم تَرُدَّني. قال: فما برح يدعو حتى جاءت السحابة، ومُطرنا، فخرجَ، وخرجتُ في أثره لأعرف موضعه. فلما عرفتُه، انصرفتُ، وهيأتُ دراهمَ في صُرَّة، ثم جئت فاستأذنت عليه، فدخلت، وإذا ليس في البيت إلا قطعةُ حصيرٍ ومطهرةٌ فيها ماء، وإذا هو قاعد يعمل الخوصَ، فسلَّمت، فرحَّب بي وبَشَّ، فتحدثتُ معه ساعةً، ثم أخرجتُ الصرةَ، فقلت: رحمك الله! انتفعْ بهذه، فتبسم وقال: جزاك الله خيرًا، أنا غنيٌّ عنها. فألححتُ عليه، فجعل يدعو ويأبى أن يأخذها. فلما أكثرت عليه، تنكر لي وقال: حسبُك الآنَ، ليس بي إليها حاجة.

1 / 153