قال الإمام القاسم الرسي(5) عليه السلام: فأول ما نذكره من ذلك معرفة الله عز وجل وهي عقلية منقسمة على وجهين: إثبات ونفي. أما الإثبات فهو اليقين بالله والإقرار به، وأما النفي فهو نفي التشبيه عنه تعالى وهو التوحيد، وهو ينقسم على ثلاثة أوجه:
أولها: التفرقة بين ذات الخالق، وذات الخلق حتى ينفى عنه جميع ما يتعلق بالمخلوقين من معان صغيرة أو كبيرة جليلة أو دقيقة حتى لا يخطر في القلب تشبيه؛ لأن التشبيه يخرج صاحبه من اليقين إلى الشك، ومن التوحيد إلى الشرك، ولا منزلة ثالثة بينهما.
ثانيها: التفرقة بين صفات القديم وصفات المحدثين حتى لا تصفه بصفة من صفاتهم.
ثالثها: التفرقة بين فعله عز وجل وبين أفعال المخلوقين، ومن شبه صفاته بصفاتهم أو فعله بأفعالهم فهو بدوره قد خرج من اليقين إلى الشك، ومن التوحيد إلى الشرك. اه.
المحكم والمتشابه في القرآن الكريم
حمل القرآن الكريم في طياته القواعد الأساسية، والأصول العامة لكل ما يحتاجه الإنسان من عقائد وقوانين وأحكام وأنظمة وآداب وأخلاق.
وهكذا تمر السنون وهو بين أيدينا معجزة خالدة كلما مر عليه زمن كشف عن وجه جديد من إعجازه.
قال الإمام علي عليه السلام: (ثم أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه، وسراجا لا يخبو توقده، وبحرا لا يدرك قعره)(1)، اه.
وقال أيضا: (وإن القرآن ظاهره أنيق، وباطنه عميق لا تفنى عجائبه ولا تنقضي غرائبه) (2). اه.
وبالنسبة للوضوح والخفاء ينقسم إلى قسمين: محكم، ومتشابه.
Sayfa 14