ثم طلع في صباح القرن التاسع عشر الشهاب الثاقب محمد علي الكبير، فمشت النهضة قدما بخطى ثابتة وسريعة، أنشأ مطبعة بولاق، ومدرستها، وجريدة الوقائع. وظل الإنشاء في ذلك العهد ثرثرة عامية ممزوجة بالتركية تضحك من يقرؤها، حتى جاء شيخنا الشدياق، فصحح لغة «الوقائع»، وهذب عبارتها العربية، أما من يعنينا أن نقف عندهم هنيهة فشاعران: أحمد عبد اللطيف البربير، وابن الإفرنجية.
ولد الشيخ البربير سنة 1747، ومات سنة 1811، ولهذا الأديب مقامات طريفة، وبديعية نحا فيها كغيره نحو الحموي، وله أيضا كتاب «الشرح الجلي على بيتي الموصلي»، وهو شرح استوعب كثيرا من فنون الآداب والعلوم، وتناول تحليل الكثير من الرموز والأحوال الصوفية.
والبربير هذا شاعر بليغ إذا قسناه بشعراء عصره والذين سبقوه، وقد قال فيه مخائيل البحري - أحد رواد هذه القافلة - من قصيدة طويلة نشرتها مجلة المشرق:
أحمد البربير من أنشأ الأدب
وعلوما بين عجم وعرب
وحوى فخرا سما أسمى الرتب
قدره، ثم السماكين ارتقى
فرد البربير له التحية بأحسن منها، قائلا:
كم بيان من معانيه بديع
قد رفعناه على نظم البديع
Bilinmeyen sayfa