إداري ثقف وسياسي يتحامى دهاؤه.
لقد أفضى به إخلاصه للبنان وللانتداب، وتبسطه في اللغة الفرنسية، وتأديته حق وظيفته؛ إلى صميم ولاة الأمور، فاستعملوا الرخصة في رغباته أو رغبات مريديه، وابتدروه في سوانح الفرص بأرقى وظائف الدولة.
عرف أن يصاحب النقيضين: «فندنبرغ» و«كيلا»، وهذا لعمري ضرب من ضروب السياسة الملقة.
خلع عليه الصحفيون لقب «بك» في قلب الجمهورية - يا لها من أريستوقراطية متمردة! - فهو لا يوالي إلا الصحفيين والأغنياء.
يطوي دماغه على خبرة في مداخل الإدارة والعدلية.
يسند أعماله إلى ضمير حي، ولا يتجانف في سياسته على كثرة المتجانفين في هذه البلاد.
تناوله داء الصلف، فظهرت على طلعته جرثومة منه، إلا أن مسحة من الكبر والأنفة الرصينة تمتزج بتلك الجرثومة فتنكرها.
مبسوط اليد إلى أقصى درجات الكرم.
ولو أراد الأستاذ «تقلا» أن يرم كيسه لما عي عن ذلك، فخطط الثروة متوفرة لديه، ولكنه فطر على خلق أبي يربأ به عن المنكر.
رشاد أديب
Bilinmeyen sayfa