خضر قوائمها على الأزمان
تيجانها درر السحائب أفلتت
فهوت على هام هناك حواني
صور جميلة نجمت من بيت غنى لا نسب، فقد لا يكون للبيت الأخير جد، إذ لا ينتسب إلى سلالة من سلالات المعاني، فهو من صلب دماغه، وفي أدمغة الشعراء أصلاب وأرحام.
والأستاذ «أبو شهلا» كاتب قوي الحجة، يصقل العبارة في مخيلته ثم يرسلها في ديباجة عربية طاهرة.
ترفه الله أو الحظ، وقد يكون لهذا الترف يد أثيمة على شعره، فلقد شاء سوء الطالع ألا تحصن المخيلات وتلد إلا إذا حالفت القلة جيوب أربابها، فما على جيب «أبي شهلا» إذا حالفته مغذية الشعراء وتملته؟
صغت إليه فئة من أدباء هذا البلد، وختمت قلوبها عليه، وإذا بها تؤلف عصبة في كنفه سيكون لها في تحرير وجه الأدب شأن جليل، هي عصبة العشرة.
عشرة من النمرة، لم يتقطعوا أمرهم بينهم، يترسمون خطى الأدب خطوة خطوة، فإن وقعوا على درن كنسوه، وإن واجهوا معترضا وجهوه، وإن استووا على أدب صحيح قدسوه، فهم سلم إن شئت، وحرب إن أردت.
لن تقف عينك على مشهد ألطف وأكمل من مشهد هؤلاء الجنود الروحيين وقد أغري بينهم الجدل والحوار حول فكرة يتخطفونها بأبحاثهم، ولن يقدر لك أن تستنشق روحا أخف من روحهم، وقد رفوا بها في مكتب جريدة «المعرض»، وحلقوا في سماء الأدب تحليق النسور في مذهب الجو. أما العصبة هذه فهي دائرة معارف حية، «ميشال أبو شهلا» أحد أجزائها.
الأستاذ «أبو شهلا» شاعر علم، إلا أنه مقل، قد لا يتجمع لك من قصائده ما يربي على العشرين.
Bilinmeyen sayfa