إذا نظرت إلى أين انتهت يده
وكيف جاوز في سلطانه القطبا
علمت أن وراء الضعف مقدرة
وأن للحق لا للقوة الغلبا
إذن فعنصر «بشارة الخوري» هو العنصر العاطفي الذي يشرع صاحبه به على مورد الشاعرية المتألمة، ولكن هذه الشاعرية الحقة في قصائد «بشارة الخوري» ليست ملكه وحده، فلقد يقاسمه إياها كثير من شعراء الفرنج الذين سقوه وأطعموه وكانوا السبب في شهرته.
قد لا تصادف شاعرا يغضب لكلمة نقد ترسل في شعره ك «بشارة الخوري»، فهو من هذه الناحية أضعف خلائق الله، ولقد يحدره الغضب على من يتعرض له إلى استمطار ألوان الشتائم عليه وعلى عياله.
ولقد تبلغ به الحدة أحيانا إلى الزوغ عن حده وعن الحق الذي قسمه له الله؛ فيزعم أن شعر المعاصرين إنما هو تريكة شعره، وأن كل قصيدة تخرج من مخيلة الشباب الذين ألفوه إنما هي دولة من بنات أفكاره بين الشعراء فيهم.
راجي الراعي
شرارة من دماغ النبوغ، وقطرة من ندى العبقرية، ذلك هو راجي الراعي. بالله تراه وهو يمشي، فهو غريب الشكل، مترهل الهيكل في أعصاب، تحيط به هالة من العيون، إذ لا يقع مثله إلا في الندر.
تلتقيه في الطريق فتحييه: مرحبا يا أستاذ.
Bilinmeyen sayfa