Rum
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
Türler
ويرى الأستاذ بركت أن ما ذهب إليه أوريجانيوس من تأويل في كتاب المبادئ لم يثر ضجة كبيرة عند ظهوره، وأن قطع أوريجانيوس فيما بعد إنما نشأ عن عوامل شخصية، أهمها الحسد،
14
ومما احتج به عليه فيما بعد قوله بخلق النفوس خلقا سابقا على الأجساد، وقوله بأن العذاب في الآخرة منته إلى نهاية وبأن العفو سيشمل حتى الشياطين، ثم قوله بالتناسخ وتقمص النفوس وبالتطهير بالنار في الآخرة وبالتفاوت بين الأقانيم الثلاثة، عدا ارتيابه في حقيقة جسد المسيح ودمه،
15
ومكانة أوريجانيوس في تاريخ الفكر تستند إلى أنه سبق غيره من الآباء في تأسيس علم اللاهوت علما قائما بذاته.
وجل ما فعله غيره من الآباء الذين سبقوه كإقليمس ويوستينوس؛ هو أنهم حاولوا أن ينقلوا المبادئ المسيحية إلى الأوساط العلمية بثوب فلسفي يوناني، أما أوريجانيوس فإنه سخر الفلسفة اليونانية - ولا سيما الأفلاطونية الجديدة - لتشييد بناء فلسفي نصراني على دعائم من الأسفار المقدسة.
16
وبما أن معظم كتب أوريجانيوس مفقودة فليس من الميسور بحث آرائه لمن شاء ذلك، ويزيد في الطين بلة ما تعرضت له مصنفاته من تحريف وما نسب إليه من أضاليل لم يكن هو صاحبها، «وصفوة القول إن هذا العلامة أحب الحقيقة المسيحية حبا صادقا، ووقف عليها حياته وقريحته وقواه بأسرها، فصحة دينه ورسوخ تقواه تعدلان سمو علمه، بالرغم عما هفا فيه من السقطات التعليمية.»
17
وخلف أوريجانيوس في رئاسة مدرسة الإسكندرية هيرقليوس ثم ديونيسيوس البطريرك (190-265)، ولد ديونيسيوس في مصر من أسرة وثنية، وتنصر، وقرأ على أوريجانيوس، وعلت منزلته فسيم بطريركا على الإسكندرية وتوابعها في السنة 248، وله مؤلفات منها كتاب في الطبيعة نقض فيه نظرية آتوميستيك في خلق العالم، وكتاب في المحن والاضطهادات، وآخر في المواعيد الإلهية نقض فيه الاعتقاد بالملك ألف سنة، وغير ذلك.
Bilinmeyen sayfa