Rum
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
Türler
52
وكان هنالك طبقة من العلماء آثروا الإحاطة على التدقيق والتحقيق، فصنفوا في المواضيع الجامعة العامة، ولعل أبرزهم في عهد قسطنطين كان يوسيبيوس أسقف قيصرية فلسطين الذي توفي في السنة 340 بعد الميلاد، وقد ألف في الدفاع عن النصرانية ضد تهجمات اليهود والوثنيين، وكتب في تاريخ الكلدانيين والآشوريين والعبرانيين والمصريين واليونان والرومان، واشتهر بمؤلفه تاريخ الكنيسة
53 «منذ ظهور السيد حتى استظهار قسطنطين على ليكينيوس» الذي أصبح فيما بعد من أهم المراجع لتاريخ النصرانية في القرون الثلاثة الأولى، وقد يكون تاريخ قسطنطين الكبير
54
له، وقد لا يكون.
تنصره ووفاته
وفي السنة 337 بعد الميلاد أعد قسطنطين العدة لمحاربة الفرس، ولكن هؤلاء فاوضوه في الصلح قبيل عيد الفصح فأوقف استعداده للحرب، واحتفل قسطنطين بعيد الفصح في الثالث من نيسان، ونالته الحمى، فذهب إلى مياه معدنية قريبة يستحم فيها، ثم انتقل إلى هيلانوبوليس فأنقيرة بالقرب من نيقوميذية، وكان يلازمه في أثناء هذا كله معلم ذمة أخته قسطندية، وكان هو يود أن يعتمد في مياه الأردن كما فعل السيد نفسه، ولكن الوقت عاجله فتقبل سر المعمودية عن يد يوسيبيوس أسقف نيقوميذية، وخلع الأرجوان وألقاه جانبا وتردى بالبياض.
وتوفي يوم العنصرة في الثاني والعشرين من أيار من السنة نفسها. ولم يكن أحد من أولاده بالقرب منه، وحنط جسمه ووضع في تابوت من ذهب ونقل إلى القصر في القسطنطينية ليتقبل احترام الوجهاء، وجاء ابنه قسطنس قيصر من أنطاكية، فعرض جثمانه مكللا بالتاج ملفوفا بالأرجوان في أبهى قاعات القصر وأجملها، ثم أمر بنقله بموكب فخم إلى كنيسة الرسل؛ حيث صلى الإكليروس عليه طوال الليل ودفن فيها في ناووس من الرخام السماقي، وأله الشيوخ قسطنطين حسب العادة الرومانية وعظمه الشعب الوثني وعبده أمام تمثاله الذي نصب فوق عمود من الرخام السماقي في الفوروم.
55
الفصل الخامس
Bilinmeyen sayfa