177

Rum

الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب

Türler

11

والأساس في نظام الثيمة كان - فيما يظهر - إقامة جيش دائم في منطقة معينة يسهر على الدفاع عنها، ويقطع ضباطه وجنوده أراضي معينة في المنطقة نفسها يستثمرونها، وتمتزج هذه العناصر العسكرية بسكان المنطقة فتبث فيهم روح الشجاعة والجرأة وتدربهم على حمل السلاح والقتال.

12

وثمة ما يدل على أن هرقل لم يهمل التشريع، فهنالك قوانين أربعة سنها في الفترة بين السنة 612 والسنة 629 عني فيها ببعض مشاكل الإكليروس، وتوجد كذلك بقايا شرائع سنها هذا الفسيلفس للحد من تزوير النقود والأختام والوثائق الرسمية، وقد كان لهذه الشرائع - فيما يظهر - أثر في ما شرعه الألمان في الغرب والعرب في الشرق

13

في هذا الموضوع نفسه.

الدولة تصبح هيلينية

وكانت الدولة منذ تأسيسها قد اصطبغت بطابع شرقي في مفهومها للسلطة والحكم، وفي نظامها الرتبي وتسلسل الصلاحيات وفي التشريفات وتعظيم الإمبراطور، وما إلى ذلك، وجاء القرن الخامس فتفككت عرى الدولة في الغرب ولم يبق منها صامدا سوى ولاياتها الشرقية، وبرغم نجاح يوستنيانوس في إيطالية وأفريقيا وإسبانية؛ فإن الربط الذي أعاد إحكامه بين الشرق والغرب لم يثبت طويلا . وجاء القرن السابع فانفصلت إسبانية وأصبحت أفريقية مهددة، واضطربت إيطالية وسلخ العرب مصر والشام والجزيرة، واحتل الصقالبة والبلغار جزءا كبيرا من البلقان، فأصبح العنصر اليوناني هو العنصر السائد في الدولة، وأصبحت آسية الصغرى قلب الدولة ومركز الثقل فيها، فتهلنت الدولة وبقيت يونانية حتى آخر عهدها.

اللاتينية تتوارى فتزول

وكانت اللغة اللاتينية لا تزال في عهد يوستنيانوس الكبير لغة الدولة الرسمية ولغة التشريع والإدارتين المدنية والعسكرية، وحتى أوائل القرن السابع كان الإمبراطور لا يزال ينادى بألقابه اللاتينية القديمة «التقي، السعيد، الدائم، العظيم»،

Bilinmeyen sayfa