Rum
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
Türler
واجتهد يوستنيانوس اجتهادا حثيثا في سبيل الإصلاح على أساس هاتين القاعدتين: أمانة الموظف وإخلاص المكلف، ولكنه رأى - بعد وقت - أن ذلك لم يكف لتغذية الخزينة، فلجأ إلى إنقاص النفقات بإنقاص الجيش وابتياع رضا الخصم على الحدود، ولم يفطن إلى أن مثل هذه الخطة يؤدي إلى الاضطراب في الداخل وضعف الهيبة في الخارج، فضلا عن نقص الموارد وازدياد النفقات.
ومما زاد في الطين بلة انتشار الأوبئة في عهده وحلول الزلازل، وأشهر الأوبئة: طاعون السنة 542، فإنه ظهر في مصر وانتقل إلى سورية ولبنان، فالقسطنطينية، فبر الأناضول، فما بين النهرين، ففارس. ثم عبر البحر إلى صقلية وإيطالية، ودام انتشاره في العاصمة أربعة أشهر، وتزايد فتكه، فهجر السكان المدن والقرى ووقف الحرث والزرع وعم الجوع فاضطربت الدولة بأسرها.
20
وتعددت الزلازل، وأشهرها زلزال السنة 551، وفيها اهتز الساحل اللبناني من أرواد حتى صور وعم الخراب، وأصاب بيروت السهم الأوفر، وقيل إن البحر فيها ارتد ميلا ثم عاد بطغيان هائل فأغرق سفنا عديدة وألوف الناس. ويقول أغاثيوس المؤرخ: «إن بيروت زهرة فينيقية ذوت بعد هذه الزلزلة العظيمة، وتقلص ظل جمالها، ودكت أبنيتها الشامخة البديعة، فتقوضت، ولم يبق منها إلا ردم وخراب، وهلك تحت أنقاضها جم غفير من الأهلين والأجانب ، واختطف الموت نخبة الشبان الأشراف الذين كانوا قد قدموا بيروت لدرس الحقوق الرومانية في مدرستها الشهيرة التي كانت فخرا لها وتاجا على مفرقها تباهي بها أخواتها من المدن العظمى.»
21
واتخذ يوستنيانوس الفسيلفس ما بين السنة 525 والسنة 536 طائفة من الإجراءات؛ لتعزيز السلطة المحلية، مع تثبيت نفوذ للسلطة المركزية، وكان قسطنطين الكبير - كما سبق أن أشرنا - قد جزأ الولايات الكبيرة إلى ولايتين أو أكثر وفصل السلطة الإدارية في الولايات عن السلطة العسكرية؛ ليأمن شر التمرد والعصيان، ولكن يوستنيانوس أراد أن يبسط الأمور ليسهل عمل الإدارة، فقلل عدد الولايات وأنقص عدد الموظفين وزاد في رواتبهم ووضع السلطتين العسكرية والإدارية في يد واحدة،
22
وأنعم باللقب «يوستنياني» على الحكام فزادهم فخرا ووقارا.
وعني يوستنيانوس عناية خاصة بإدارة العاصمة، فعين عددا من الحكام «برايتوريوس الشعب» في السنة 535 للنظر في السرقات والاغتيالات وحوادث الزنى، وفي السنة 539 أنشأ وظيفة الكوايسيتور
Kuaesitor
Bilinmeyen sayfa