أحكام الجنائز ١
أحكام الجنائز ١
Yayıncı
مطبعة سفير
Yayın Yeri
الرياض
Türler
فالرضا به من تمام الرضا به ربًّا، وإلهًا، ومالكًا، ومدبرًا، فبهذا التفصيل يتبيّن الصواب، ويزول اللبس في هذه المسألة العظيمة التي هي مفرق طرق بين الناس (١) (٢).
قال شيخنا عبد العزيز بن عبد الله ابن باز –﵀–: «عند المصيبة ثلاثة أمور: الصبر وهو واجب، والرِّضى سُنّة، والشكر أفضل» (٣).
٧ – لا يُنسب الشرُّ إلى الله ﷿ -؛ لقول النبي ﷺ في دعاء الاستفتاح في صلاة الليل: «وجهت وجي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي، ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعًا؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت،
_________
(١) شفاء العليل، لابن القيم، ٢/ ٧٦٢ - ٧٦٣.
(٢) قال العلامة ابن عثيمين – ﵀ –: «الرضى بالقضاء الذي هو وصف الله وفعله واجب مطلقًا؛ لأنه من تمام الرضا بالله ربًّا.
وأما القضاء الذي هو المقضي فالرضا به مُختلفٌ: فإن كان المقضي دينيًّا وجب الرضا به مطلقًا.
وإن كان كونيًّا فإما أن يكون نعمًا أو نقمًا أو طاعات، أو معاصي: فالنعم يجب الرضا بها؛ لأنه من تمام شكرها، وشكرها واجب.
وأما النقم: كالفقر والمرض، ونحوهما، فالرضا بها مستحب عند الجمهور وقيل: بوجوبه.
أما الطاعات فالرضا بها طاعة واجبة إن كانت الطاعة واجبة ومستحبة إن كانت مستحبة.
وأما المعاصي فالرضى بها معصية، والمكروهات الرضا بها مكروه، والمباحات مباح والله أعلم، المنتقى من فرائد الفوائد، ص١٠٩.
(٣) مجموع فتاوى ابن باز، ١٣/ ٤١٣.
1 / 110