214

القواعد في توحيد العبادة

القواعد في توحيد العبادة

Yayıncı

دار الأماجد للطباعة والنشر

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م

Yayın Yeri

الرياض

Türler

يقول الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في جواب سؤال عن دار الأرقم وجعلها مزارًا أو مكتبة، أو متحفًا: "أما اتخاذ دار الأرقم بن أبي الأرقم (^١) مزارًا للوافدين إلى البيت الحرام يتبركون به بأي وسيلة كان ذلك، سواء كانت إعلان كتابة دار الأرقم عليها وفتحها للزيارة، أو اتخاذها مكتبة، أو متحفًا، أو مدرسة، فهذا أمر لم يسبق إليه الصحابة الذين هم أعلم بما حصل في هذه الدار من الدعوة إلى الإسلام والاستجابة لها؛ بل كانوا يعتبرونها دارًا للأرقم، له التصرف فيها شأن غيرها من الدور، وكان الأرقم نفسه يرى هذا الرأي حتى إنه تصدق بها على أولاده، فكانوا يسكنون فيها" (^٢).
ويقول الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز: "ولو كان تعظيم الآثار بالوسائل التي ذكرها الكاتب وأشباهها مما يحبه الله ورسوله لأمر به ﷺ، أو فعله أصحابه الكرام ﵃، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الدين، بل هو من المحدثات التي حذر منها النبي ﷺ، وحذر منها أصحابه ﵃" (^٣).
ويقول ﵀ أيضًا: "ولو كان إحياؤها أو زيارتها أمرًا مشروعًا لفعله النبي ﷺ في مكة وبعد الهجرة، أو أمر بذلك، أو فعله أصحابه،

(^١) هو: الأرقم بن أبي الأرقم بن عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن مرة بن كعب أبو عبيد الله القرشي المخزومي، أحد السابقين، استخفى النبي ﷺ بداره المعروفة بدار الخيزران عند الصفا حين دخل عليه عمر بن الخطاب ﵁ وأسلم، نفله النبي ﷺ يوم بدر سيفًا، واستعمله على الصدقات، وهو ممن شهد بدرًا وأحدًا، والمشاهد كلها، وأقطعه النبي ﷺ دارًا بالمدينة، مات سنة ٥٣ هـ، وقيل: سنة ٥٥ هـ، وقيل: يوم توفي أبو بكر الصديق ﵁، ودفن بالبقيع عن بضع وثمانين سنة، وصلى عليه سعد بن أبي وقاص ﵁ بوصيته. [انظر ترجمته في: مشاهير علماء الأمصار (ص ٣١)، والتحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة (١/ ١٦٥)].
(^٢) فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (١/ ١٥٢) وما بعدها.
(^٣) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، للشيخ ابن باز (١/ ٤٠٣ - ٤٠٤).

1 / 213