376

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Türler

فذكر أرمان جميع ما قالته له باكارا عن أندريا وقال: تبا له من خائن. - إن ما قلته لك يا سيدي صحيح لا ريب فيه، على أنك إذا كنت مرتابا في صحة ما قلته فإن لدي برهانا دامغا، ولكني لا أقوله لك مجانا بل أبيعك إياه بيعا، ولا تحسب يا سيدي أن الندامة دعتني إلى الإباحة بأسرار أندريا، بل هو الانتقام؛ لأني ما أحببت أن أموت وحدي.

فقال أرمان: إذن قل برهانك. - إن باكارا مهددة الآن بخطر هو شر من الموت، فإذا بحت بهذا السر سلمت من الخطر، وإلا فإنها تقع في شرك السير فيليام. - أسرع وقل ما تريد ثمن هذا السر. - أن تعدني أولا أنه إذا أخطأ الطبيب ولم أمت فلا تسلمني إلى الشرطة. - أقسم لك بشرفي على أن تخرج من منزلي حرا. - ثانيا أن تعطيني يوم أخرج من منزلك مائة ألف فرنك وجواز سفر إلى إنكلترا. - سأعطيك ما طلبت فقل.

فأخبره عند ذلك بجميع ما كاده أندريا لباكارا، وأنهما لا بد أن يكونا الآن في سفينة الربان الإنكليزي.

فهلع فؤاد أرمان من الخوف على باكارا، ونادى أحد الخدم وطلب إليه أن يسرج له جوادا في الحال، وبعد عشر دقائق ركب جواده وسار ينهب به الأرض إلى الميناء. فقال روكامبول في نفسه: مت أيها الشقي وعزائي أني لا أموت وحدي.

64

لنعد الآن إلى السفينة، فلقد غادرنا أندريا منقلب السحنة منذعر الفؤاد حين طلع عليه الكونت أرتوف، وهو يحسب أن فانتير قد قتله كما أخبره روكامبول، فلما رآه ضاع صوابه وجعل يقلب طرفه بين الكونت وباكارا وينظر إليهما نظرات اليأس؛ لما كان يعلمه أن اجتماع هذا الكونت بالربان يقضي عليه، فعلم للحال أنه وقع في الشرك الذي نصبه، وساد سكوت هائل بين الثلاثة، فلم يتكلموا إلا بالنظر.

ولقد كان يجول في ذهن أندريا إلقاء نفسه إلى البحر والفرار، أو الهجوم بخنجر على باكارا أو الانتقام منها بالقتل، إلا أنه لم يستطع تنفيذ شيء من ذلك؛ لأن قوته قد تلاشت وفقد رشده شأن كبار المجرمين حين يباغتون بخطر لا يتوقعونه، فبدأت باكارا الحديث فقالت بصوت هادئ ثابت خرج من فمها كالقضاء المبرم: لقد دنت ساعة العقاب يا حضرة الفيكونت أندريا، ويا جناب السير فيليام.

فرفع أندريا رأسه وحاول أن يجيب، فانقض عليه الكونت أرتوف انقضاض الصاعقة، فقبض على عنقه بيد من حديد ووضع خنجره على صدره ينذره بالموت، فجعل أندريا يصيح بصوت مختنق: إلي ... يا جون ... إلي أيها البحارة، ثم حاول أن يجرد خنجره، فلم يخرج نصف نصاله حتى ألقاه الكونت على الأرض ووضع ركبته فوق صدره، ولم يعد يستطيع حراكا.

وعند ذلك أتمت باكارا حديثها فقالت: لقد قلت لك ياحضرة الفيكونت إن حبك الفاسد لهذه الفتاة اليهودية كان السبب في سقوطك، فلقد أشركت في اختطافها جون إيرد وروكامبول، وعهد هذا الأخير شريكك بالآثام إلى فانتير أن يقتل الكونت، ولكن فانتير خانكم جميعا وكان ذلك بقضاء من الله كي تنقطع شرورك من الأرض.

فأن أندريا أنين الموجع السقيم، وجعل الزبد يخرج من شدقيه، فقالت باكارا: كان جون إيرد شقيا لصا مثلك، ولكنه كان له بين جنبيه قلب يعرف الامتنان، وقد أحسن إليه الكونت فأخلص له وانقلب من خدمة اللصوص إلى خدمة الأشراف، أعلمت الآن كيف وقعت في الشرك؟

Bilinmeyen sayfa