ثم رجع إلى امرأته، فركع أمامها وقال: إن هذه المرأة قد نمت بك، ووشت عليك أقبح وشاية، فاغفري لي إساءة ظني واغفري لها فإنها ستموت.
فأكبت المركيزة عليه تعانقه باكية وهي تقول: لقد ظهرت براءتي وعلمت الآن أني جديرة بحمل اسمك الشريف، وقد صفحت عن هذه المسيئة إلي وإليك، فاصفح عنها أنت أيضا وأنقذها من الموت.
فنهض المركيز وقال: ليكن ما تريدين.
ثم أخذ منها الخاتم وألقاه في كأس ماء وقال لابنة عمه: هو ذا الترياق في الماء، فإذا أردت الحياة فالتمسي العفو من تلك المرأة الشريفة التي أردت تدنيسها بوشاياتك. - كلا، لا أطلب عفوا ولا أريد مرحمة، فالموت خير من الحياة.
ثم جعلت تتقلب على مقعدها وتئن من آلامها أنينا موجعا، والجميع ينظرون إليها مشفقين معجبين من هذا الحقد الدفين، إلى أن زادت آلامها عن حد احتمالها وجعلت تصيح صياحا منكرا وتتلوي تلوي الأفعوان، فعاد إليها رشدها وتمثلت لها لذة الحياة، وضاق صبرها عن احتمال آلامها فقالت: هات الكأس ... اسقني الترياق.
فأسرع المركيز إليها بالكأس وقال: هو ذا الكأس، بقي أن تسأليها العفو.
فامتثلت صاغرة والتمست منها العفو، ثم مدت يدها تريد أخذ الكأس، فأسرعت باكارا واختطفته من يده وقالت: إذا كانت هذه الفتاة تريد الحياة، فلتقل لنا أسماء شركائها بالجريمة الذين أرادت أن تدفع لهم الملايين الخمسة.
فقالت الهندية بصوت خافت من النزع: إنهما اثنان.
فقالت باكارا: اذكري اسميهما. - إن أحدهما يدعى الكونت روكامبول.
فاضطرب المركيز وذكر روكامبول، وقال: إن هذا سيموت من يدي.
Bilinmeyen sayfa