203

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Türler

كان القادم داغوبير، فلما وصل إلى الفخ وسقط به أسرع الشقيان وانقضا عليه، فلم يثب من دهشته حتى رأى أنه بات مقيد اليدين والرجلين بقيد وثيق.

وكان شديد القوى فبذل جهدا عنيفا كي يقطع قيده فلم يتمكن، فجعل يصيح ولكن الرجلين كمماه فانقلب صياحه إلى أنين. •••

أما الشفالييه فإنه ذهب إلى قصر بوربيير، فوجد لوسيان وأمه وتنوان لا يزالون ينتظرونه، فلما وصل وجدهم مجتمعين في غرفة الكونتس.

وكانت الكونتس قد اتفقت مع ولدها حين غياب الشفالييه اتفاقا تاما، فقد قالت له: إنك تحب يا بني هذه الفتاة، ومعاذ الله أن أعترضك في سبيل سعادتك، غير أن البيطري لا يغفل عنها طرفة عين.

فهاجه الغضب؛ إذ ذكر إهانة البيطري وصبه الماء على رأسه فقال: إني سأؤدب هذا الشقي فأجعله عبرة لسواه. - ولكنك إذا أدبت البيطري يبقى أولئك الرهبان، وهم يحرصون على الفتاة أشد مما يحرص البيطري عليها، واعلم يا بني أني ما كنت لأوافق على هذا الزواج الذي يشيننا لو لم أكن قد رأيت أن هذه الفتاة غير وضيعة كما يدل ظاهرها. - ولكن أية فائدة للرهبان من الحرص عليها؟ - إنا يا بني في زمن ضاعت فيه حقائق الدين، وبات رجال الله أشد تمسكا منا في متاع الدنيا، فإن هؤلاء الرهبان والقسس على ما يبدو من ظواهر نبلهم وزهدهم في الدنيا واشتغالهم للآخرة في خدمة الله أشد منا حرصا على المال وسعيا لاكتسابه، حتى إن بعضهم قد يدفع بهم الطمع والشراهة على اكتسابه من غير الوجوه المحللة المشروعة. - ماذا تريدين بذاك يا أماه؟ - أريد أن الفتاة التي تحبها قد لا تكون قريبة داغوبير كما يقولون، بل قد تكون من أسرة نبيلة وأن الرهبان قد ضبطوا ثروتها. - أيمكن ذاك؟ - هذا الذي أعتقده. - ولكن إذا كان كما تقولين كانوا القيمين عليها، فماذا أصنع؟

فابتسمت الكونتس وقالت: أتكتم عني أسرارك يا بني، ألا تدري أني واقفة على جميع أمرك؟ فإن الشفالييه أخبرني بكل شيء.

فاحمر وجهه وقال: أحقا ما تقولين؟ - إن داغوبير سيغيب اليوم عن منزله بحيث تبقى الفتاة وحدها في المنزل.

فأخذ لوسيان يد أمه فقبلها وقال لها: إنك لا شك من خير الأمهات، وعلى ذاك فإنك تأذنين باختطاف حنة؟ - نعم، على أن تأتي بها إلى هنا فتبقى تحت حمايتي إلى يوم الزواج.

فكاد لوسيان يجن من فرحه، وجعل يعانق أمه إظهارا لامتثاله.

وعند ذاك دخل الشفالييه، فقالت له الكونتس ولوسيان بصوت واحد: ماذا حدث؟ - لقد جرى كل شيء وفق ما أردناه، فهلم أيها الصديق واركب جوادك فقد آن الأوان. - والبيطري؟ - إنه سقط في الفخ. - كيف كان ذاك؟ - إن الوقت لا يتسع الآن لإخبارك بهذه التفاصيل.

Bilinmeyen sayfa