176

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Türler

ونظر لوسيان إلى أمه، ورأى أن هيئتها تدل على الجد والخطورة.

وكانت والدة لوسيان بين العمرين، ولكنها أقرب إلى عهد الشباب منها إلى عهد الكهولة كما تدل ظواهر جمالها، في حين أنها بلغت الخامسة والأربعين.

وكانت ممشوقة القوام، شقراء الشعر، سوداء العينين، إذا ابتسمت دل ابتسامها على الترفع واحتقار ما يبدو لأنظارها، ومعظم هيئتها تدل على العظمة والجلال.

وكانت مثل الكونت دي مازير والد أورور كثيرة السويداء، إذا تاهت في مهامه التفكير ظهر أنها متعبة البال وأن في حياتها سرا من الأسرار التي يؤلم تذكارها.

غير أن لوسيان لم يكن مثل أورور، فإنه لم يكترث لظواهر أمه ولم يكن يحاول أن يكتشف أسرارها، ولم يخطر له أن يبحث عن ماضيها في حال من الأحوال.

فلما نادته أمه وجلس قربها يسمع ما تريد، قالت له: لقد بلغت الآن سن الرشاد يا بني، وقد آن لي أن أكلمك كما أكلم الراشدين.

فذعر لوسيان لملامح جدها، وقال لها: ماذا عسى أن تقولي لي يا أماه؟ - إني أريد أن أحدثك بشأن مستقبلك، فإنك اختصمت منذ يومين مع ابنة عمك الكونتس أورور، في حين أنك تعلم علم اليقين أنها ستغدو امرأتك.

فأطرق لوسيان دون أن يجيب .

فقالت له: إن أورور تهواك يا لوسيان. - كلا. - كيف ذلك؟ لعلها كتبت لك أنها تكرهك؟ - كلا. - إذن على أي شيء تعتمد في ثقتك أنها لا تهواك؟ - على هذه الرسالة.

ثم أعطاها الرسالة التي كتبتها أورور وأرسلتها إليه مع الشفالييه يوم حادثة الصيد، فأخذتها أمه وقرأت ما يأتي:

Bilinmeyen sayfa