169

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Türler

فأجابته بجفاء: كلا. - لماذا؟

فلم تجبه بشيء، ولكنها ألقت عنان جوادها لأحد الخدم وصعدت إلى المنزل.

وكان أبوها مصابا بداء النقرس وقد اشتد عليه الداء في ذلك اليوم حتى ضيق أخلاقه.

فلما صعدت ابنته إليه استقبلها بجفاء وقال لها: أنت تعلمين أني أؤثر العزلة حين تشتد علي أعراض هذا الداء، فلماذا عدت بعد عزمك على العشاء في بوربيير؟ - إني لم أعد يا أبي إلا لاشتداد هذه الأعراض عليك.

فابتسم أبوها ابتسام المشكك وقال: إنك ما عودتني يا أورور مثل هذا البر بي فقولي الحقيقة، فلا بد أن يكون هناك سبب دعاك إلى الحضور قبل العشاء. - لقد أصبت يا أبي. - إذن أخبريني بما جرى. - إني اختصمت مع لوسيان. - إنه خصام غرام.

فاتقدت عينا الفتاة ببارق من الحقد، وجلست أمام أبيها فقالت له: لعلك متمسك يا أبي بتزويجي من لوسيان؟ - دون شك يا ابنتي، فلم يبق من أسرتنا إلا أنت وهو، ويجب أن نحصر ثروتنا بينكما. - ولكن هذا محال يا أبي، فإني لا أريد الزواج بلوسيان. - إنك ورثت يا ابنتي من أمك بعض تسرعها، فإني حين كنت خطيبها وهي من نساء الشرف في بلاط بافاريا، كانت تقول مثل قولك إذا استاءت مني أقل إساءة.

أجابت: إني غير متسرعة كما تقول، فاعلم يا أبي أن لوسيان لن يكون زوجي، وإني أؤثر أن أكون عروسة الموت على أن أكون عروسة له.

فأكبر أبوها الأمر وقال لها: أجد ما تقولين؟ - كل الجد، فإني أكره لوسيان وأحتقره. - ولكن ماذا حدث؟ وماذا بدر منه؟ - إنه لا يحبني. - أواثقة أنت مما تقولين؟ - نعم، وقد وثقت بأنه يحب سواي. - إذا كان ذلك فإنه ذنب لا يغتفر. - هو أذنب هذا الذنب. - إن هذا محال، فإني أعرف ما ينطوي عليه صدر لوسيان. - ولكني لم أقل لك إلا الحقيقة.

فهز كتفيه وقال: إني أعرف جميع النبلاء في هذه الضواحي فلم أجد في قصورهم فتاة جديرة بمزاحمتك فيه.

أجابت: إنه لم يعشق من في القصور، بل عشق فتاة قروية تقيم في دكان حداد.

Bilinmeyen sayfa