============================================================
الفصل السادس من الياب السابع وانما قلنا ان الانسان الذي هو البشر نظير للعالمين ، لأنه جمع الكثرة الموجودة بين الابداع والانبعاث الثاني ، ثم تأحتد فصار في نفسه موازيا لعالم الايداعي والانبعائي ، وبجسمه الجامع لأبعاضه موازيا للعالم الجسماني ، ثم بذلك العالمين ، فأما ما له من المشابهة بهذا العالم قان العالم كل جسم منه لطيف ، وهو ما كان عاليا ، ومنه كثيف ، وهو ما كان سافلا وجسم الانسان كذلك لطيف وكثيف ، فاللطيف ما كان عاليا ، ر الكثيف ما كان سافلا ، وفي العالم كواكب وافلاك محيطة ، وفي جسم البشر كذلك الجلد المحيط بكل البدن وغيره ، مما كسي به العظم وما يجري مجري الكواكب مثل الاذنين والعينين والأنف والقم ، وفي البشر كذلك محرك يحرك ، وهو النفس ، وفي العالم الاستقصات الآربعة و في البشر كذلك الطبائع الأربعة ، وفي العالم الأنهار والأودية والمياه المختلفة المذاق ، والجبال والمعادن ، وفي البشر كذلك كما پينه صاحب الاصلاح العظام والغضاريف ، واللحم والدم وما يسيل مثه ، وما يخرج وفي العالم ما ينبت وينمو ولا يحس ، وفي البشر كذلك ما يلبت وينمو ولا يحس ، مثل الشعر والاظافر ، وهو يجسمه ينمو ويزيد من صقره الي كبره ، وفي العالم الحيوان الحساس ، وكذلك في البشر القوي الحساسة ، والعالم كله براكيب وتآليف ، وقد استكمل بالموجود من ذلك فيه التشبيه بالعالم ، وان كان كل ما أرردناه جملة يفصلها كتابنا المعروف براحة العقل ، وأما ما له من المشابهة بعالم الابداع والانبعاث الاول ، فان ذلك العالم عالم العقل ، وعالم التسبيح ، والتحميد ، والتنزيه ، وعالم التوحيد ، والتأله ، وعالم الفضائل ، وعالم الجود ، وعالم الاقضال ، والبشر الذي هو الانسان كذلك فهو جامع هذه الفضائل عقلا وتسبيحا ، وتوحيدا ، وتألها ، وافضالا ، وجودأ علي الغير وبنفسه
Sayfa 153