93

Riyad Nadira

الرياض النضرة

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Baskı Numarası

الثانية

قال ابن إسحاق: لما بايع رسول الله ﷺ الأنصار وأمر أصحابه بالهجرة إلى المدينة وقال: "إن الله جعل لكم إخوانًا ودارًا تأمنون بها" فخرجوا أرسالًا وأقام النبي ﷺ ينتظر أن يؤذن له ولم يتخلف معه من أصحابه إلا من حبس أو فتن إلا علي بن أبي طالب وأبو بكر بن أبي قحافة، وكان أبو بكر كثيرًا ما يستأذن رسول الله ﷺ في الهجرة فيقول له رسول الله ﷺ: "لا تعجل، لعل الله أن يجعل لك صاحبًا" فيطمع أبو بكر أن يكون إياه. وعن علي قال: جاء جبريل ﵇ إلى النبي ﷺ فقال له: "من يهاجر معي؟ " فقال: أبو بكر وهو الصديق، خرجه ابن السمان في الموافقة. ذكر الغار وما جرى لأبي بكر مع النبي ﷺ فيه وفي طريقه، وتقدم في الذكر قبله طرف منه: وعن أنس أن أبا بكر ﵁ حدثهم قال: قلت للنبي ﷺ ونحن في الغار: لو أراد أحد منهم أن ينظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه فقال ﷺ: "يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ " خرجه أبو حاتم. وعن عمر بن الخطاب ﵁ وقد ذكر عنده أبو بكر فبكى وقال: وددت لو أن عملي كله من عمله يومًا واحدًا من أيامه، وليلة من لياليه، أما الليلة فليلة سار مع رسول الله ﷺ إلى الغار فلما انتهيا إليه قال: والله لا تدخله حتى أدخل قبلك، فإن كان فيه شيء أصابني دونك فدخله فكسحه فوجد في جوانبه ثقبًا فشق إزاره وسد بها تلك الثقب، وبقي منها اثنان فألقمهما رجله ثم قال لرسول الله ﷺ: ادخل فدخل رسول الله ﷺ فوضع رأسه في حجره فنام، فلدغ أبو بكر في رجله من الجحر، ولم يتحرك مخافة أن يستنبه رسول الله ﷺ فسقطت دموعه على وجه رسول الله ﷺ فانتبه رسول الله ﷺ فقال: "ما لك يا أبا بكر؟ " قال: لدغت فداك أبي وأمي، فتفل عليه رسول الله ﷺ فذهب ما يجده ثم انتفض

1 / 104